عادت دولة قطر بعد انتهاء فعاليات كأس العالم الذي استضافته أواخر العام الماضي 2022، للعبث بالملف اليمني من خلال تغذية جناحها المنتمي لتيار الإخوان الإرهابي وتقوده الناشطة اليمنية المقيمة في تركيا توكل كرمان.
لكن هذه المرة اختارت قطر العاصمة الأمريكية واشنطن لتكون مقراً لاستئناف نشاطها على غير العادة التي كانت تستخدم فيها مدينة إسطنبول التركية، حيث يقيم معظم نشطاء الإخوان المعادون للشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
كما استخدمت قطر ما باتت تعرف بـ”خلية مسقط” المناوئة للشرعية اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، لتكون واجهة لأنشطتها، فكان الحاضرون نائب رئيس البرلمان، عبدالعزيز جباري، ووزير النقل السابق صالح الجبواني ، وهما من أكثر المسؤولين تردداً على العاصمة العمانية مسقط، حيث يقيم وفد مليشيا الحوثي الإرهابية التفاوضي، والمذيعة في قناة الجزيرة، غادة عويس، وعبدالله العودة نجل الداعية سلمان العودة، وغيرهم من الشخصيات اليمنية والعربية الموالية لقطر.
وتشير التوقعات إلى أن هذا المؤتمر المشبوه في أهدافه، سبقته لقاءات عقدت في الدوحة على هامش فعاليات بطولة كأس العالم التي استمرت قرابة شهر خلال الفترة 20 نوفمبر – 18 ديسمبر 2022م، خاصة وأن معظم الأسماء كانت متواجدة بذريعة حضور مباريات البطولة.
كما أن استخدام واشنطن بدلاً عن إسطنبول قد يكون سببه تقارب الأخيرة مع السعودية والإمارات ومصر ومحاولتها إنهاء الخلافات التي كان من أبرز أسبابها أنشطة تنظيم الإخوان على أراضيها.
ويعتقد أن الهدف من عقد هذا المؤتمر في مثل التوقيت هو إقناع المجتمع الدولي بتخفيف الضغط على الميليشيات الحوثية خاصة مع بدء تحركاته لإعادة إحياء المسار السياسي الذي عطلته الميليشيات بنفسها برفضها تمديد الهدنة الإنسانية في 2 أكتوبر على الرغم من موافقة مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي دفع المرتبات لموظفي القطاع العام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وما يؤكد خطورة هذا المؤتمر هو الهجوم الذي شنته صحيفة عكاظ السعودية عليه وعلى القائمين عليه والذين وصفتهم بـ”الإخوان المفلسين”، وحمّلتهم مسؤولية انتكاسات جهود تخليص اليمن من هيمنة إيران وصولاً إلى اتهامهم صراحة بالعمالة لسلطة الملالي في إيران.
وحاول منظمو المؤتمر المساواة بين مليشيا الحوثي الإرهابية، والحكومة الشرعية وداعميها من التحالف العربي من خلال تحميلهم جميعاً مسؤولية الحرب التي تشهدها البلاد وعرقلة تحقيق السلام، وهو ما ظهر في توصيات المؤتمر الذي اكتفى ببحث الميليشيات الحوثية على القبول بالانخراط في جهود السلام، ووجه للشرعية والتحالف كيلًا من التهم والمطالبات وكأنهما المسؤولان عما تشهده اليمن من حرب مستمرة منذ ثماني سنوات.