عاماً كاملاً على مرور ووفاة وأفول رجل المحبة وليث الحروب الوالد حسين مهدي يزيد طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، ذلك الرجل الفولاذي الذي سطر أعظم ملاحم النضال والفداء في الذود عن الأرض الجنوبية الباسلة في أوجه المتسعمرتين/ البريطانية، واليمنية، لقد كان باسلاً مغواراً لا يخاف في وجه الحق ونصرته لومة لائم، هكذا تحدث عنه رفاق السلاح من أترابه.
إن دور الوالد حسين مهدي في النضال والتضحية والكفاح أكبر من أن تحصرهم المفردات أو تصفهم الكلمات ولكننا اقتبسنا بصيص من نور النضال العظيم لذلك الرجل المغوار علّنا قد أعطينا بشيء يسير من تاريخه المجيد الحافل بالنضالات والتضحية..
وإضافة إلى دوره النضالي، فقد كان الوالد حسين مهدي شخصية اجتماعية خلوقة تألفها القلوب ويحبها الصغار والكبار فكان حديثه لا يُمل ونصائحه مازالت عالقة في ذهني، فحين كنت أجالسه كنت أشعر بالعز والشموخ وهو يسقينا من ذلك النبل العظيم الذي تلجلج به نفسه الشامخة، لم يكن الفارق العمري حاجزاُ بيننا، بل كان بسيط قريباً مننا جميعاً، لقد كان شخصية اجتماعية خيرية بذلت في جانب الخير والعطاء كل ما تملك، وكان شمعة من الخير تحترق لتنير للناس دروب الخير والمحبة!
لقد ذهبت ببساطة كلماتي إلى روحه الشامخة التي أفلت جسداً ومازالت حية في أنفسنا تاركاً تاريخ عظيم وبطولات جسام ما كان ليحصرها قلمي البسيط..
والدي وقدوتي أن فقدانك خسارة فادحة والفراغ الذي تركته لا يملأها أحد، لقد خسر الجنوب عامة وحالمين والرباط خاصة ركيزة من ركائزها وقائداً مغواراً ورجل شهم كريم لا يتكرر.
أسأل الله في هذا الشهر المبارك أن ينير قبرك ويجعله روضة من رياض الجنة ويجمعنا بك في مستقر رحمته.