السير المتأني على الطريق الصحيح مضمون الوصول بإذن الله، والسير العجل قد يتعرض للزلل، لكن في حالة تكون الفرصة سانحة للنجاح يكون الاستعجال أفضل من التأني، وقد أجاد القطامي حين قال: قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ
وربَّما فات قومًا بعضُ أمرِهمُ مِن التَّأنِّي وكان الحزمُ لو عجلوا.
منذ تشكيل تحضيرية مؤتمر شبوة الشامل وهي تعمل بتأني دون عجلة وقطعت شوطاً طويلاً في فترة زمنية قياسية بالنسبة لصعوبة العمل الذي تقوم به، من جمع الاضطاد وتوافق الفرقاء؛ ولم شمل طال تشظيه؛ وتباعدت أطرافه. هنا لن نثني على جهود اللجنة بل نقول : اعمل واترك عملك يتحدث. وهاهو العمل يتحدث، إنما نريد أن نقول : لماذا لا تبدأ اللجنة الخطوة الثانية؟ أو بمعنى آخر، لماذا لا تستعجل بعض الخطوات التي ترى انها انجزتها َواصبحت جاهزة لاتحتاج إلى تأخير؟ قد يكون لدى التحضيرية عذر لانعرفه ولكن نحن في زمن السرعة وماتستطيع فعله اليوم قد لاتقدر عليه غداً. نحن نعلم أن المهمة صعبة وخطيرة وتواجه كثير من العقبات خاصة وأن البلد يعيش حالة حرب وانفلات وتسيب ووصاية، لكن يجب الإسراع في عمل الممكن قبل أن تنقلب الأمور ويصبح السهل صعباً أو كما قال أبو العتاهية: وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ
وكما لكل عمل منظم مراحل وخطوات فإننا على يقين ان عمل اللجنة يسير على هذا المنوال وأنها تجاوزت مراحل من الإعداد الناجح والمتميز، ولنا الحق كمواطنين ان نرى ذلك العمل الذي طالما انتظرناه على الواقع. لا نطلب المستحيل فالمستحيل قد تجاوزته اللجنة التحضيرية بل نتلهف لنرى انجازاتها ماثلة أمامنا لنفرح قليلا بعد حزن طويل كما قال قيس بن الملوح: بَكى فَرِحاً بِلَيلى إِذ رَآها مُحِبٌّ لا يَرى حَسَناً سِواها
لَقَد ظَفِرَت يَداهُ وَنالَ مُلكاً لَإِن كانَت تَراهُ كَما يَراها نسأل الله لهم التوفيق النجاح ونتمنى أن نرى عملهم واقعاً نلمسه لمصلحة شبوة وأهلها.