برمضان و في مطلع كل شهر جديد، تبقى جرحي الغائر العظيم، و مد الثبات بوحي النور الذي مضيت على طريقه..
أقبل المبارك، و لا جور أعظم من يوم صعدت نحو السماء فيه روحك، يا أضحية الذكرى..
بطريقة جدًا مهينة.. و حق مؤلمة..
تبقى الذكرى لتعانق وجعًا هد مشاعري، و هزم كل شيء، كل شيء..
أحاول أن أتذكر فتحرقني الذكرى بلا رحمة..
أحاول أن أكتب فتنعدم المفردات حتى لا أجد كلمة..
أحاول النسيان فأنسى النور لتكون أيامي حبيسة العتمة..
شهيد الشرف و الطهارة..
ما تزال رحيلًا جائرًا يقرصم العظام، و يبدع في إحراق كل المشاعر..
لا تزال يا سيد الكلمات، و وجع القوافي، لحظة حزن، و مرارة جور، لا تنتهي حتى تحين اللحظة الأخيرة للقياك.
أيها الغائب جسدًا، الحاضر روحًا عظيمة متصلة بتلافيف الذكرى و تجاعيد الأيام، و في كل شيء..
رحلوا بصمت، و توشحوا الأوسمة و غابت ملامحهم، إلا أنت..
بعد لم ترحل..
ها أنت في كل لحظة أعيشها، سوادًا يذيقني الحزن بأنواعه، و كل تلك الألوان..
نم بعين قريرة “أبو علي” الوقفة العظيمة، و مشروع الشهادة و الثبات..
نم بعين قريرة، و دعني أحتسي ما تبقى من صور صامته، و أرتشي طيفًا على أمل استحالة لقياك..
نم بعين قريرة، فلا نامت أعين الغزاة، و الباعة..
كل يوم و بعد أن أعجز عن الكتابة، و ألتزم الصمت، ثمة صوت بداخلي يا وجعي يقول :”أين أنت؟”.
و يطنب لومًا ” لم رحلت؟”
لكنه اليقين يا شهيد الوطن..
و حكم الله حين اصطفاك شهيدًا، حين سالت دماؤك الزكية في جبهات الشرف مقبلًا غير مدبر..
رحلت تخط بالدم الفواح كرمًا و طهرًا روائية مجد و خلود و شهادة و ثبات، فسلامًا كل يوم عليك، و على روحك…!