أطلعت على مقال لأخي الشيخ/عبدالله سعيد القروة الباراسي وهو مرجع قبلي بارز ومعروف، وقد اعجبت بفحواه كثيرا، وتعقيبا عليه اعلق بهذه الكلمات المتواضعة وأقول: ان الأعراف والأسلاف القبلية في فيما يعرف اليوم بمحافظة شبوة كانت لها حدود وقيود، وغالباً ما تلجى لها القبائل في قضاياهم وخاصة قضايا (الدم) الا فيما ندر، وكانت مراجع شبوة و القبائل التي تحكم أو يحتكم اليها معروفة، وتعد على اصابع اليد ، واحكامها شبه ملزمة ومقنعة، لان الحاكم كان يتوخى في احكامه ان تكون قاعدة تأخذ في الاعتبار لما سيقع أو لما سيأتي بعدها كمعيار، ولذلك نجد الحكام لا يبالغون في أحكامهم، ولو ان لكل حادثة حجمها القبلي، لكنهم غالبا ان اوادوا حلول في قضية ما، فانهم لا يثبتون الأمور التي تضر بالحالة القبلية أو بالعرف القبلي المتوارث، وانما يجعلونها في حوار داخلي لا يظهر للعلن، حفاظاً على روح الاخوة بين القبائل، وكانت نواميس القبيلة تقبل وتطمئن بروح العدالة كما يرونها، وهي بحق ايجابية الى حد كبير. اليوم في شبوة وفي غيرها من محافظات الجنوب أستوردنا عادات وأحكام لم تكن عندنا معروفة وشائعة، وبالغ حكامنا في احكامهم !!! بل ان بعض الاحكام قد كانت نكاية وموقف عدأئي شخصي يخص ذلك الحاكم تجاه طرف معين، ولم تكن احكامه بقصد الحل للمشاكل بل تأجيجها !!!! وهذا ناتج عن غياب الدولة والنظام، ولذلك نناشد من يتصدرون الحكم في شبوة قبلياً ان يتوقفوا عن استيراد احكام وعادات دخلية على مجتمعنا الشبواني، ولا يستوردونه كما يستوردون القات.