في منشور سابق عن التنمية الثقافية والهوية الجنوبية تلقيت الكثير من الكلمات التحفيزية من أشخاص لامست خاطرتي جزئية من شريط ذكرياتهم والحنين إلى الماضي الجميل . ولكن لماذا كل هذا الانزعاج استاذي الفاضل وأخي وزميلي لماذا (الوحدة أو الموت) لماذا تقول إن لغتي عنصرية وفيها نكه تشطيرية، لماذا تقول إني أكاديمية ويجب عليا عدم التضليل، ولماذا تطالبني بصك موثق من الأمم المتحدة يعترف بي أنى جنوبية. إن الهوية ” Identity ” كلمة مشتقة من كلمة “idem “اللاتينية بمعني “نفس أو شبه “، ويركز مصطلح الهوية على القضايا الهامة حول التنمية الشخصية، والعلاقات الاجتماعية لفهم مرحلة النمو، وطبيعة الخبرات الثقافية والاجتماعية. ويشير(المعجم الفلسفي، 992 ). إلى أن الهوية في اللغة هي حقيقة الشيء من حيث تميزه عن غيره وتسمى أيضا- وحدة الذات. وفي منشوري السابق عبرت عن ذاتي وعن مشاعري وذكرياتي وحنيني لنكهتي لبلادي لم أعيب أحدا ولم أهاجم أحدا ولم أقل إني ضحية لقرار سياسي، وبحسب المعجم الوسيط أن الهوية هي بطاقة يثبت فيها اسم الشخص وجنسيته ومولده وعمله وتسمى البطاقة الشخصية . فأنا واعية أنني أحمل البطاقة والجواز اليمني أنا مدركة لواقعي وأعيش فيه بسلام مازلت أتعامل مع الجميع للبناء والتنمية، فأنا مع الإنسانية والتعايش السلمي لكن لم يطلب مني بناء السلام التخلي عن أفكاري وذكرياتي عن هويتي وذاتي لم تطلب مني مبادئ حقوق الإنسان وأخلاقيات العمل الاكاديمي أو العمل المجتمعي واحترام الأخر أن اتخلى عن عبق التراك الأبيني ورائحة التراب ومناظر المياه المتدفقة والأشجار الوارفة والمزارع الغنية بثمار الموز والباباي لم يطلب مني التخلي عن رائحة الفل اللحجي وألحان القمندان. طلبت مني النظر للثقافة بهويتها الكلية وليس الجزئية لم يكن منشوري السابق عنصريا لكنك يا عزيزي تحاول مصادرة أفكاري فحواري معك فيه ردا على حديثك نعم قلت لك أنت لا تشبهني طبيعة أرضك لا تشبه طبيعة أرضي وكلها تنوع الخالق المبدع لكني معجبة بشواطئ عدن وخور المكلا وبئر علي، كل هذا الجمال والسحر والروعة كيف لي أن انكرها وأنا تربيت فيها تعلمت الحب والسلام في مدينة السلام فأنا أتحدث عن الهوية الثقافية تلك الرمز و الأنماط الراسخة الذي تميز الافراد أو المجموعات أو الشعوب عن غيرها وهذا كان هدف منشوري السابق إعادة إحياء الثقافة الفنية الجنوبية . فأنت لك ما يميزك ذكرياتك في خواطرك وأنا يميزني الدان الحضرمي الزي اليافعي . انا لست عنصرية لكني عبرت عن خواطري عن ذكرياتي للبيئة التي تشبهني التي عشت فيها لأخلاقي وقيمي ومعتقداتي تجاه أرضي تحدثت فقط عن جزئيتي التي أنا مكونة منها في دمي وعروقي أنا جنوبية.