اللجنة المنظمة للمشاورات عرضت على الشيخ عباس صنيج أما إنزال علم الجنوب أو مغادرة القاعة.؟ فقال: (تحت هذا العلم سقط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، والموت أهون عليّ من خلعه)
أما الصحفي السقلدي فانسحب لأنهم لم يلتزموا بشرطه قبل المشاركة أن تكون القضية الجنوبية محور رئيسي في المشاورات.
في كلا الحالتين لم يكن للوحدويين -من الشمال والجنوب- أي دور في رفض العلم والقضية الجنوبية.!! المنظمون تكفلوا بالمهمة.!!
المثير للتساؤل أن طرد علم الجنوب وشطب القضية الجنوبية تم على مرأى القيادات الجنوبية ومنهم قيادة المجلس الانتقالي..!! وفي مبادىء علم السياسة تعتبر إهانة لهذه القيادات ومكوناتهم وللجنوب . . . كان عليهم رفض ماحدث سواءً كان حدث مخطط له أوغير مخطط.
كان يكفيهم القول: إذا خرج الشيخ صنيج سنخرج.. وإذا انسحب السقلدي ننسحب. حينها كانت ستوضع القضية الجنوبية في مكانها الرفيع . . . وكان صنيج سيبقى والعلم على كتفيه، ويطلبون منه عدم إحضار العلم في اليوم التالي .
لأن ميزان السياسة الواقعية يفرض احترام إرادة الطرف القوي؛ وقيادة التحالف تعلم أن الجنوبيين -دعاة الاستقلال- هم الأقوى في الجنوب في مواجهة الطرف الأقوى في الشمال “جماعة الحوثي” . . . وهم القيمة الوازنة التي تعطي للمشاورات قيمتها، وانسحابهم يفشل المشاورات قبل أن تبدأ.
لكنهم لم يقوموا بذلك.؟ لأنهم لم يتعلموا السياسة الواقعية التي تجعل الحقائق على الأرض هي المحدد للقرارات والمواقف السياسية . . . فهم مازالوا يمارسون السياسة النظرية القديمة، التي تجعل القائد والسياسي يطبق نظرياتها القديمة، التي وضعت قبل مئات السنين. . . وهدفها استعباد الشعوب الفقيرة، وجعل قياداتها خاضعة للدول المسيطرة.
قواعد هذه الفلسفة السياسية البالية التي يمارسها الجنوبيون؛ مثل “مش وقته” “تكتيك مرحلة” “فن الممكن” وغيرها من نظريات التفريط بالمصالح والكرامة الوطنية.! مستوحاه من أفكار “ميكافيلي” و “هوبز” اللذان وضعا كل القواعد الاستعبادية للشعوب وقياداتها. وفي نفس الوقت تبرر لها خضوعها لدول أخرى.
ختاماً؛ قد تكون القيادة الجنوبية قبل المشاركة في تمثيلية مسلسل مشاورات الرياض أطلعت على وضع الجنوب وقضيته في خارطة الطريق الخليجية المعدة سلفاً، التي أشرنا لها في المقال السابق, وفيها مكاسب عظيمة للجنوب والثمن إرضاء الأشقاء؛ بالمشاركة وانجاح مشاورات الرياض تحت سقف الوحدة أو أي سقف، وكيفما كانت الإهانة والانبطاح..؟؟