يجري تصريف البضائع والمنتجات منتهية الصلاحية تحت بند (الصدقات) او الزكاة او اي من مصارف الخير ،التي تكثر مع الشهر الكريم .
اليوم زحف الكثير نحو مركز التوزيع في مجمع الشهيد محمدعلي عثمان (قراضة) صبر م تعز ،حاولت الاستيضاح فافادني البعض ان فاعل خير قدم تمورا عبر احد ابناء المنطقة ويتم تسليمها اليوم ولكن ….؟
شدني فضولي لمعرفة المزيد حتى لاحظت نسوة القرية يمتطين صهوة الدراجات النارية للمسارعة في الوصول في وقت وجيز حتى يظفرن بحصص من تلك التمور ، انتظرت على قارعة الطريق ارصد ملاحظاتي ،فاذا بالبعض يعود باكثر من كرتون عبوة 8كيلو من التمور ،ومنهم من سبق افادتي انها تمور تالفة ومسرطنة ،فاذا به يعود مثقلا ببعض الكراتين وراء ظهره ومنهم على حجريه والبعض يتأبطها لئلا تفلت من يديه .؟!
صادفت بعدها احدى النسوة تحتج لانتقاصها بنصف كرتون فقط وتعيد ماصرف لها وهي ممتعضة ،مصرة على كرتون كامل اسوة بغيرها .
حاولت تهدئة روعتها ان المهم هو الصلاحية ،قاطعني آخر (شلي لك كراتين) .
ادركت ان مابلغني فيه قدر من الصحة وان القناعة هذه وراءها ماوراءها ..؟
الا اني وجدتها فرصة للتاكد مما يشاع وتنامى الي مسامعي خلال الساعة الماضية ،فقمت على عجل بتفحص قوالب التمر وبالفعل وجدتها بحالة غير طبيعية عما اعتدنا رؤية التمور عليه.
اذ يظهر عليها علامات التلف وعدم الصلاحية ،شكلا منتفخة ومهروسة ومدمغة الوعاء البلاستيي ،بما يوحي انها معمرة او سيئة التخزين ،تحلق الناس حولي عندما قمت بتصوير بعضها كنموذج ،بعضهم اكد انبعاث رائحة فيها نوع من (الحموضة) ويخشى تناولها .
وهناك من طرح انه سمع من اذاعة الحوثي مامفاده ان السعودية جعلت من اليمن مقلبا لتمورها التالفة وفيه مواد مسرطنة ..!
المهم الكل يردد عدم الصلاحية،وينبه للمخاطر لكنه يذهب لاغتنام الفرصة ،لعله الفقر والحاجة هما من يجعلا الانسان لايبالي بصحته ،او يعبه للمخاطر المحدقة بها .
ليست القضية هنا بل في الجهات التي جعلت من البلاد مقلبا للنفايات .
والاهم كيف لاولئك المتصدقين ان تطاوعهم ضمائرهم في تقديم صدقات مسرطنة ،وهل مثل الصدقات مقبولة شرعا ،لا اظن ان التصدق بالمواد المنتهية جائز شرعا لان هذه الصدقات هي في حكم الجريمة في حق الوطن والمواطن .
الاشد مرارة انها تقدم باسم فواعل خير مجهولين ويحري تصريف ذلك الخير المغشوش في مناطق بعيدة عن اعين الرقابة المهم التسجيل للخير ،في الوقت ان تكلفة ايصالها تفوق تكلفة اتلافها بعيدا .
ليست المرة الاولى يجري فيها توزبع صدقات باسم فواعل الخير المجهولين فقد سبقتها مرات وجهات عديدة .