دور الاعلام الجنوبي والصحافة الجنوبية في ثورة الجنوب بحاجة إلى وقفة تقييمية وقراءة فاحصة من خلال مايلي:
*المرحلة الاولى ..
دراسة كيف تم رسم خطة الاجهاز والقضاء على هوية الاعلام الجنوبي منذ احتلال الجنوب في 7يوليو1994م.واستخدام أساليب القهر السياسي والاذلال لرجال الصحافة والاعلام الجنوبي وأساليب التطفيش والتعذيب والسجن والقتل وغيرها من أساليب القهر السياسي وكذا أساليب الترغيب وشراء الذمم وأجبار بعض الأقلام ومساومتها بلقمة العيش ..الخ
وذلك لكي يتمكن نظام الاحتلال من صناعة رأي عام جديد بالجنوب يواكب نهجه السياسي الاحتلالي.
وهذه المرحلة تحتاج دراسة وقراءة وتوثيق لكيفية أساليب المواجهة الاعلامية الجنوبية ورجال اعلام الجنوب الذين قارعوا نهج نظام صنعا بتلك المرحلة وكذا قراءة واستبيان هل استطاع نظام صنعا قمع الاعلام الجنوبي؟
*المرحلة الثانية
وهي مرحلة انبعاث اعلامي جنوبي جديد وغير متوقع وغير محترف وغير متخصص في مجال الصحافة والاعلام ولكنه متحمس ومتشبع بفكر الثورة ورافض لنهج الاحتلال وهذا الجيل شكل الشباب فيه نسبة كبيرة جدا داخل الجنوب واغلبيه كبيرة بالخارج.
وهذه المحطة او المرحلة تتطلب دراسة تحليلية معمقة كونها حالة نادرة ان يتبنى جيل غير متخصص وغير مهني بمجال الاعلام يواجه ألة اعلام نظام هائلة ومحترفة ويهزمها ويقارعها ويسجل حضور اعلامي قوي لقضية الجنوب وابرزها أمام الرأي العام الخارجي والداخلي ولازالت هذه الكتائب الاعلامية التطوعية تمارس نشاطها الواعي ومثلت رقم صعب وتحقق انتصارات اعلامية كبيرة وامكانات بسيطةوتهزم منظومات اعلام معاديةمحترفة مدعومة ماليا بامكانات باهظة.
*المحطة او المرحلة الثالثة..
تحتاج قراءة سياسية والتذكير بإن اغلب المعتقلين الجنوبيين السياسيين منذ ما بعد 94م كانوا سجناء رأي وكل الاتهامات التي كانت توجه إليهم اتهامات بسبب نشاطهم السياسي الاعلامي عبر الكتابه بالصحافة او بوسائل التواصل الاجتماعي او الظهور بقنوات فضائية وغيرها من وسائل التعبير الاعلامي وهذا التوصيف كانت تطلقه ( منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية على المعتقلين الجنوبين بإنهم سجناء رأي) وهؤلا عددهم بالمئات ويشكلون اكبر نسبة بالدعم الاعلامي وهم ليس إعلاميين متخصصين بل امتهنوا الاعلام للتعبير عن قضيتهم.
ان وضع الجنوب الاعلامي مختلف بل يعتبر ظاهرة فريدة تجاوزت قواعد البناء التنظيمي وشروط مهنة الإعلام ومن الصعب اختزال الاعلام الجنوبي(بنقابة) ووفق ماتم ايضاحه كيف تشكل الإعلام الجنوبي كحركة شعبية مرادفة ورافعة للحراك الجنوبي ومنبثقة من داخله فإننا نتطلع الى المؤتمر الأول للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في تضمين وثائقه هذه الظاهرة وتوثيق كل ما أنجزه الاعلام الجنوبي خلال الفترة الماضية.