لعل الكثير منا لاحظ تواجد ثمرة البطيخ (الحبحب) في اسواق مديريتي الحوطة وتبن بكثرة هذه الأيام وبأسعار مناسبة لم تكن قبلها متاحة للمستهلك اللحجي؟! ولعل اكثرنا إستغرب وتساءل عن السبب؟! لا سيما وأننا شعب يدهشنا نزول الأسعار أكثر من طلوعها!! ولا غرابة في ذاك فالبيئة المحيطة وإنتشار الفساد فيها في سياق متوالي تسلسلي فظيع ومع تلاشي اي بوادر للإصلاح للمعيشي في ظل سياسة الإرتهان والأنا والفردية لم يعد المواطن يتوقع اي إصلاحات على الأقل على المدى القريب.
لكن لا يخلوا اي زمان ومكان من فكر الإصلاح وثقافة البناء والعمل الجماعي والمؤسسي كنموذج وبقعة أمل بيضاء في ثوب اسود وشمعة تُضاء في ظلام دامس ومُحلك. نموذجية عمل مكتب الزراعة بمحافظة لحج التي حملت على عاتقها واجب الإصلاح وقبلها الإنقاذ والإنعاش الزراعي فبذلت كل الجهود والإمكانيات رغم ضألتها وعملت على إعادة تفعيل العمل المؤسسي الذي هو بداية لنجاح اي منظومة عمل وشرعت في البحث عن ارضية عمل مشتركة والبحث عن شركاء لإنجاح العمل ورفده بالتكنولوجيا الزراعية الحديثة التي أعادت للارض الزراعية في لحج بعض التوازن لتعود الخضرة ويعود معها الأمل.
بعد ثلاثين عاما إنقطعت فيه المزارع اللحجية عن زراعة البطيخ بسبب إنتشار العدوى الفيروسية التي تسبب مرض (الإصفرار الغري) والتي تنقله حشرة الذبابة البيضاء وتؤدي لمنع إنتاج الثمرة رغم كل المبيدات الكيميائية التي لم تجدي نفعا في الحل لذلك تم إستخدام تقنية الغطاء النباتي وهي تقنية تعمل على عزل الثمرة حين الإنبات عن محيطها لمنع الذبابة البيضاء (الوسيط الحامل للعدوى) من الدخول والتغلغل الى الثمرة والتسبب لها بلإصفرار.
طريقة حرص مكتب الزراعة بلحج بنقلها وتعليمها للمزارعين الذين كانوا قد يأسوا من زراعة البطيخ بلحج لتأتي النتائج مبشرة ومذهلة للكثير منهم.
إنتاج التقنيات اضحى احدى إستراتيجيات مكتب زراعة لحج الذي يعكف مهندسيه ومزراعية على بحوث علمية لمواجهة الكثير من الإشكاليات الصحية للإنتاج الزراعي سواء للوقاية او للتحسين وما كان ذلك ليكون لولا الجهود المبذولة من قبل قيادة المكتب ممثلة ب م/عبدالملك ناجي عبيد وكيل وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية لقطاع الإنتاج والذي حمل على عاتقه وفريق عملية مسؤولية حماية وتحسين وتطوير الإنتاج الزراعي رغم المعوقات التي توضع امامهم وتسعى الى قتل الزراعة والسطو على اراضيها وبالرغم من الإمكانيات الضئيلة الا أنها إرادة البناء والعمل الجماعي المؤسسي بعيدا عن الفردية والأنانية والإحتكار والبيروقراطية الإدارية.
فكل تحايا الإجلال والتوقير والإحترام لهذا الرجل و فريقه الاداري.