الأحد , 6 أكتوبر 2024
القمندان نيوز – كتب / صالح بن عوذل
يعلق اليمنيون الذين تخضع مناطقهم لسيطرة الحوثيين، أمالاً عريضة على مؤتمر، في وضع نهاية للحرب المدمرة التي أكلت الأخضر واليابس، فاليمنيون لا يقاتلون الحوثيين ولا يرغبون في القتال، لكنهم لا يستطيعون منع الحوثيين من تجنيد أبنائهم للقتال، ناهيك عن معاناتهم مع الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم من خلال دفع “الخمس”، وتقديم التبرعات للمجهود الحربي وغيرها.
يعتقدون ان نهاية الحرب، ستكون بداية لرفع المعاناة عن كاهلهم، لكن ما قصة توحيد الخطاب الإعلامي في مؤتمر الرياض الذي يجري مناقشته؟.
– يفترض ان المؤتمر هذا يشمل كل اليمنيين بما فيهم الحوثيون، ولكن حتى في غياب الحوثيين، ضد من سيتوحد الخطاب الإعلامي، مع ان توحيد الخطاب الإعلامي ضد مشروع الحوثي من سابع المستحيلات، ولكن نكرر السؤال إذا كان الحوثيون تلقوا دعوة للمشاركة ورفضوها، وهناك دعوات متجددة لهم للمشاركة ويمكن تمديد فترة المؤتمر ان وافق الحوثيون على المشاركة ولو في اليوم الأخير.. ضد من سيتوحد الخطاب الإعلامي؟
– بالنظر الى التصريحات والحديث عن المشاورات انحصر حديث المشاركين حول ملف الجنوب بشكل رئيس، فالنظر الى تصريحات الساسة اليمنيين الشماليين يتبين ان لا مشكلة مع هذه الأطراف الا الجنوب، فالتصريحات محصورة بل على العكس تأكد ان هناك “عمل منظم تديره منظومة سياسية ودبلوماسية”، يستهدف تقزيم المجلس الانتقالي الجنوبي.
– سياسيون يمنيون بينهم فهد بن طالب الشرفي، تحدثوا بصراحة عن ان القضية الجنوبية قضية “ثانوية”، وان القضية المنظورة حاليا في مشاورات الرياض هو كيفية التوصل الى تسوية مع الحوثيين، وبعد التسوية ستكون هناك قضية الجنوب المطروحة للحل.
– بمعنى ان على الجنوبيين الانتظار الى ان يتفق اليمنيون فيما بينهم، والاتفاق فيما بينهم سيكون على تقاسم “الكعكة” (الجنوب)، وبعدها سيمتلكون شرعية “اخماد الانفصال”، او هكذا يخيل لهم.
– المجلس الانتقالي الجنوبي ليس فصيلا سياسيا، بل تكتلا سياسيا يضم كل القوى السياسية الجنوبية بما في ذلك الأحزاب، وهو الأكثر سيطرة وقدرة على المقارعة العسكرية والسياسية والدبلوماسية، رغم ان بعض الملفات في المجلس أسندت الى شخصيات “تظل المناصب أكبر منهم ومن قدرتهم على العمل”، وهذه مشكلة داخلية ألقت بظلالها على مشاركة المجلس في مؤتمر الرياض.
– مشكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس في قدرة خصومه على محاولة تقزيمه، ولكن في ان المجلس انفصل كليا عن التعاطي مع الشارع، وترك الأمر للتسريبات والتأويلات لنشر الكثير من الشكوك حول قدرة المجلس على احراز تقدم في المؤتمر لمصلحة القضية الجنوبية.
– تريد السعودية تفصيل “اليمن”، وفق رغبتها، انهاء الحرب وان يكون الجميع تحت إمرتها، في حين انها تواجه مشكلة في جزء كبير من الحوثيين الذين يوالون إيران عقائديا، في حين ان جزء من الجماعة لديه القدرة على التحالف مع السعودية وان كان هذا الجزء له ارتباط وثيق بأحفاد الاسرة الملكية السابقة في اليمن، وهذه قضية يطول شرحها.
– لكن بالعودة الى المؤتمر يتبين لنا كمتابعين ومهتمين بان “الحوثيين” كأذرع انقلابية موالية لإيران”، بعيدة عن اجندة المؤتمر، فخلال الساعات الماضية تفقدت ما دونه بعض المشاركين اليمنيين في المؤتمر، فاتضح ان الحديث يتمحور “حول مشروعين، الأول مشروع الوحدة، والأخر مشروع الدولة الاتحادية، وكليهما مشروعان، مرفوضان كليا في الجنوب، وأخر مرفوض في اليمن، بمعنى ان “الجنوب يرفض كل المشاريع التي تربطه باليمن الشمالي، في حين يرفض الحوثيون مشروع دولة اليمن الاتحادية التي كانت مبررا لهم للإطاحة بالرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي من الحكم في العام 2014م.
– يحتاج المجلس الانتقالي الجنوبي الى استنساخ التجربة الحوثية في صنعاء، بفرض سلطة أمر واقع في عدن العاصمة، “، بمعنى إن القبول بالحوثيين والاعتراف بهم رسميا من قبل السعودية، يخلق المبرر امام المجلس الانتقالي الجنوبي للبحث عن خياراته العسكرية في عدن، فليس من المنطق تطبيق “مشروع اليمن للحوثيين والجنوب للجميع”.
– تراهن بعض الأطراف الإقليمية على تقسيم الجنوب لضربة مشروعية القضية الوطنية، فالكثير من المكونات او التيارات التي تعتقد الرياض انها أصبحت مكونات تمتلك شرعية باسم الجنوب، ليس لها أي وجود، فالنظر الى ما يسمى بتيار النهضة، ليس له أي هيكل تنظمي سوى وجود عضوين من اخوان اليمن هم عبدالرب السلامي وعلي الأحمدي، غيرهم لا يوجد أي عضو في تيار اسمه النهضة.
– اما بقية التيارات الأخرى، فهي بالأساس مستنسخة من تيارات أخرى، بالحراك الثوري يقوده حسن باعوم انسلخ منه شخص اسمه فؤاد راشد مرتبط بشكل معروف بالسفير السعودي محمد ال جابر وهو من يحركه، لذلك هذه التيارات بقائها مرتبط بسعادة السفير وهذا الأمر ليس خافيا على أحد.
– مشكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، تكمن في شخوصه وكتائب كبيرة من الموظفين الذين يروجون ما يكتبه خصوم المجلس، والا ما هو عملهم السياسي، فمنذ بدء المؤتمر لم نلاحظ أي معلومات عن المشاركات ولو من باب التسريبات الصحافية، كل ما يتناوله الاعلام بشكل عام هي تسريبات من خصوم المجلس، يعني هناك “انفصال وحيد حققه المجلس الانتقالي الجنوبي، هو انفصاله عن قاعدته الشعبية والجماهيرية وعن قواعده الرسمية في الداخل”..
أكتوبر 5, 2024
أكتوبر 5, 2024
أكتوبر 5, 2024
أكتوبر 5, 2024