ألف تحيةً وسلاماً على من بتضحياتهم نعيش اليوم بكرامة وإباء، لانستسلم للأعداء وننطلق إلى ساحات العمل بفخر وإرادة صلبة وعزيمة، نقارع جموع الفساد والباطل بكل تحدي ومعنوية عالية، من بدمائهم الطاهرة سقيت شجرة العزة والحرية وأثمرت نصراً عظيماً قهر الطغاة وأرعب الغزاة والمجرمين.
لولا تضحيات شهداء الجنوب وعطائهم الذي ليس له حدود، وصبرهم الذي تحدوا به أعدائهم، ومضيهم بكل لهفة وشوق إلى المحراب الأقدس والمشرف، الذي من خلاله سيحظوا بفضل الله بالحياة الأبدية والشهادة العظيمة، لولاء الشهداء لما حظينا بالحرية والأمن والاستقرار، ولما استطعنا محاربة الظلم والطغيان وطرد الغزاة والمحتلين.
ما نراه ونشاهده أمام أعيننا من الاستبسال والثبات والبذل والعطاء والتحرك الجاد هو بِفضل شهداؤنا الاحرار، الذين قدموا الغالي والرخيص، وعلمونا كيف بالنفس والمال نجود، وكيف تكون التضحية في سبيل الله والوطن بدون قيود، فمنهم نتعلم، وعنهم نتكلم، وعلى خطاهم لن نهزم، فبهم نفخر، وعليهم لن نحزن، لأنهم في عالم آخر يستبشرون بما وعدهم ربهم من الخير الأفضل.
من أراد أن يتحدث فليتحدث عن الشهداء، ومن أراد أن يحيأ مخلد ولايفنى فليلتحق بقافلة الشهداء الابرار، ومن أراد أن يحظى بالفوز وعيش السعداء، فعليه بالسير على درب الشهداء، فبتضحيات هؤلاء العظماء نصنع النصر، ومن مواقفهم الخالدة نزداد إيماناً وإخلاصاً، فهم من تحركوا صادقين مع الله وجادوا بأغلى ما يملكون لأجل الوطن، وتربوا على قيم الفداء والتضحية، واخلصوا لله، وباعوا أرواحهم في سبيله، عهداً لكم إيها الرجال الاخيار بإننا لن نتخاذل عن السير في دربكم والثبات على مبادئكم حتى آخر لحظات الحياة.
من واجبنا جميعاً أن لاننسى شهداؤنا، وعلينا تكريم أسرهم، والوفاء لتضحياتهم، وأن نقابل الوفاء بالوفاء والعرفان، والإلتزام بتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي يحث بالإهتمام بأسر الشهداء ورعايتهم ودعمهم وعدم التخاذل أو التقصير معهم، وسلام الله على كل أسرة جنوبية قدمت شهيداً في سبيل هذا الوطن، واستشعرت المسؤولية أمام الله، وأزكى سلام على كل شهداء الجنوب المناضلين الثوار الذين بدمائهم الزكية نعيش اليوم أعزاء واحرار.