تشير كل التحذيرات من أن الفترة المقبلة قد تشهد أوضاعا كارثية في ظل إصرار المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري، دون أن تفسح أي مجال للتهدئة.
أحدث التحذيرات صدرت عن الولايات المتحدة، حيث حذر المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، من حرب مدمرة في اليمن، داعيا إلى وقف الاستفزازات.
وقال ليندركينج في تغريدة نشرها مكتب الشرق الأدنى في وزارة خارجية الولايات المتحدة على “تويتر”، إنه التقى في مسقط بنائب وزير الخارجية العماني خليفة الحارثي ومسؤولين آخرين.
وشدد ليندركينج على أنه يجب على الأطراف اغتنام هذه الفرصة ووقف الاستفزازات التي تخاطر بالدفع مرة أخرى إلى حرب مدمرة.
التحذير الأمريكي يُضاف إلى الكثير من المواقف السياسية التي دقت أجراس الخطر من أن الفترة المقبلة قد تشهد ترديا لن يتحمله أحد على صعيد الوضع الإنساني الذي دائما ما يكون مرتبطا بالمسار العسكري.
المجتمع الدولي يتخوف بشدة من حالة اللا سلم واللا حرب الراهنة، باعتبار أن آثارها قد تكون مدمرة بشكل كبير، وتُقوِّض أي فرص تجاه إحداث حلحلة سياسية تخمد لهيب الحرب.
هذه التخوفات دفعت الولايات المتحدة للتحرك، عبر جولة إقليمية يُجريها مبعوثها ليندركينج، في المنطقة، تشمل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية في محاولة لإيجاد مخرج للحل السياسي.
من منظور الرؤية الأمريكية، فإن البيئة التي أوجدتها الهدنة بوساطة الأمم المتحدة تمثل أفضل فرصة أتيحت من أجل السلام منذ عدة أعوام.
إلا أن حتى هذه البيئة لم تعد آمنة بشكل أو بآخر في ظل التهديدات الحوثية المستمرة والتي تتضمن تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، ضمن إجرام يُقوِّض بشكل كبير فرص إحلال السلام ويهدد عملية الاستقرار.
ولعل الجولات العديدة التي أجراها المبعوث الأمريكي نفسه أعطت دلالة على مدار الفترات الماضية، بأن إسكات صوت البنادق الحوثية يتطلب عملا سياسيا مكثفا يشمل الكثير من الضغط على المليشيات المدعومة من إيران لوضع حد لتلك الحرب الغاشمة.