الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب د. أمين العلياني
أحياناً، لا تكون اللغة قادرة على تجسيد حقائق تسطرها فدائية القائد المغوار مختار النوبي الذي أفدى بطولاته جبهات العزة والشرف والكرامة ليكون مشروع شهادة أو مشروع نصر هابته الأعداء وغارت منه الأصدقاء في الوقت ذاته من خلال شجاعته التي سطرها عياناً على مختلف الجبهات بهدف تطهير أرض الجنوب من قوى التخريب والانقلاب والإرهاب في سبيل تحقيق تطلعات شعبه في نيل الاستقلال إرساء دعائم ومدامبك الدولة الجنوبية كاملة السيادة الوطنية من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً.
فالقائد مختار النوبي عرفته قائداً صلباً مقداماً لا يهاب الموت بل يتحداه وفي سباق معه إما أن ينتصر الموت عليه ليكون هو مشروع شهادة تخلده ذاكرة الجنوب الجمعية عبر أجيالها المتعاقبة وإما أن ينتصر هو على الموت ليكون مشروعا فدائيا نادرا وملهما معنويا لقادة آخرين يستحق أن يتولى مهمات الحسم في معارك عدة تحتاجها أرضه، وتشتاقها بطولاته التي عرف بها وعرفت به.
من لا يعرف القائد مختار النوبي أجزم أنه يخسر كثيراً من المعلومات الكافية التي كونت شخصية هذا القائد الهمام وصقلت تجاربه الفدائية النضالية انطلاقا من ولادته النضالية في زحم الحراك الجنوبي وعاش في أحضانه وتشبع بأفكاره التحررية حتى صار فدائي تشهد له غاراته الناجحة المحكمة على القطاع الغربي بردفان الذي كان مصدرا مهددا لقبادة الحراك الجنوبي وأنصاره أيام الحراك الجنوبي ومسيراته السلمية .
ومع انطلاق حرب 2015م من قبل قوى الشمال الحوثية والعفاشية محاولة اقتحام قرى ومناطق الجنوب كان القائد النوبي أول من أسقط القطاع الغربي وغنم كل معداتهم العسكرية التي مثلت النواة الأولى لقواته وتأسيس مدامبك لواءه الذي سمي فيما بعد باللواء الخامس دعم وإسناد.
وبعد أن حاولت قوى الانقلاب الحوثية هادفة إلى دخول رباعيات ردفان من الجهة الغربية أنطلق القائد النوبي كالبرق إلى جبهة بلة وظل هناك هو ورفاقه من القادة العسكريين والمقاومة الجنوبية وشكلوا حصنا منيعا أجبروا ببسالتهم الحوثي من عدم دخول رباعيات ردفان من تلك الجهة.
ومع دخول قوات التحالف والرمح الذهبي لتطهير عدن ووصلت تلك القوات إلى معسكر محور العند، ترى كيف التحمت قوات جبهة بلة معها وبعدها بزمن تم تشكيل نواة اللواء الخامس دعم وإسناد بقيادة مختار النوبي وشكلت حصنا منيعا ليس لرباعيات ردفان فحسب بل واجزاء كبيرة من كرش والمسيمير.
ومن هنا ظل القائد النوبي كالنحلة بين بناء لواءه وتسطير البطولات في جبهة كرش حتى صار مع تشكيل مجلسنا الانتقالي الجنوبي رقماً صعباً يعول عليه وتسند إليه كثير من المهمات وأثبت جدارته فيها وهي كثيرة لا تحصى، منها ما حاولت قوى الشرعية في إسقاط عدن والالتفاف على مجلسنا الانتقالي وقيادته مرتين في عامين متتاليين وكيف كان القائد مختار النوبي شوكة الميزان في قلب معادلة المعركة وحسمها لصالح مجلسنا الموقر ..
وبعد أن تشكلت قوى معادية لمشروع الجنوب في ابين نال القائد مختار النوبي ثقة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي ليكون قائدا لمحور ابين الذي كان هو والالوية الأخرى هناك حصنا اخر في صدها وتوقيفها من الزحف الى عدن ومحاولة إسقاطها عدة مرات .
ومع انطلاق سهام الشرق الموجهة إلى تطهير ابين من الإرهاب وقوى الشر ظل القائد مختار النوبي رقما قياسيا يشار إليه بالبنان بين يد تمد الصفاح وتوثق أواصر المحبة والسلام لإخواننا في تلك الألوية التي كانت بشقرة وما بعدها وطرد ما دونها إلى محافظة مأرب، ويد أخرى تقاتل مع بقية الألوية الجنوبية هناك ضد قوى الظلام والإرهاب حتى تم تطهير محافظة أبين..
ومن هنا يصبح القائد مختار النوبي محل ثقة قيادتنا السياسية الذي تسند إليه مهمات وهو أهل لها في العاجل القريب ما دام وسهام الشرق لم تتوقف إلا بتطهير حضرموت الوادي وبعدها المهرة.
ونحن على ثقة بقدرات هذا القائد الذي جسد بطولات تمنحه صفة الوريث الفعلي للقب لبوزة ردفان ويكون هذا الذئب الردفاني قد سطر ويسطر ملاحم تستحق أن تعطيه اسما جديدا نوجزه في (أسطورة الفداء) .
ومن هنا نوجه رسالة إلى القائد الرمز عيدروس بن قاسم الزبيدي وبقية قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن تحافظ على رمزية هذا القائد الذي صار يحظى بحب واحترام الجميع ..
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024