كتب/ سعدان_اليافعي تستعد محافظات الجنوب لتستذكر يوم الجلاء، بعد أيام قلائل سيكون شعب الجنوب على موعد إحياء الذكرى الخالدة، بتاريخها المؤلمة، بوضع ما بعدها يعيش تفاصيلها المرة سنوياً ، يحذوه أمل التجديد والتغيير نحو الأفضل على كافة المستويات خاصة المعيشة التي من أجل إن تتحسن ثأر شعب وكافح ، ومن أجل وطن سلبت حقوق مواطنيه ، قدمت التضحيات ، ولإستعادة مجد دولة جنوبية ضاعت ذات يوم ، “بغلطة مشؤومة”، لوحدة ، مشوهة “مذبوحة” جلبت الويل وأدخلت الجميع في نفق مظلم كما وقعت بنودها في ذلك النفق كمدلولية أن الجميع ذاهب في نفق الضياع والتشتت والتوهان، وهذا ما عاشه الجنوبيين خلال 33 عام من الظلم والقهر والصلف من إحتلال أنتصر عليهم ذات مرة ..
تأتي تلك الذكرى المجيدة لإجلاء آخر جندي بريطاني عبث في أرض الجنوب خلال 129عام ، منها نستذكر بطولات أولئك الأجداد والآباء الذين سطروا تاريخ مجيد خالد ، خلال أربع سنوات من الكفاح المسلح الذي بدأه الثوار وأنطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الأبية و تفجرت بكل بقاع الجنوب رفضاً لإحتلال بريطاني طال ظلمه وطغيانه واذلاله لشعب جنوبيٱ صبور حليم ، ومتمرد عنيد لمحتله حان الأوان لرحيله بعد استماته نضالية لأولئك الثوار الأماجد الذين نترحم عليهم ونتمنى الشفاء لمن يعاني الأمراض ، ونتمنى الصحة والعافية لكل من لا زال على قيد الحياة ..
اليوم بعد ردح من الزمن 55 عام من عمر ثورة التحرير، تتعاقب الأجيال على ذكرها لتؤمل تحقيق أهدافها برحل إحتلال آخر لإستعادة ذلك الوطن الذي حرر قبل نصف قرن من الزمن وضاع ، ومعه ضاعت أجيال وتبددت أحلامها في مستقبل تبنى فيه الاوطان بعقول شبابها واجيالها المتطلع لغد مشرق ، الذي لم يروه، غير مشاهد حمام الدم ، وأزمات مستمرة ، وصراعات متجددة ، وتضحيات دائمة ، من نضال الى آخر ومن حقبة زمنية صعبة إلى أصعب منها ، ليصل بنا المطاف إلى مرحلة كفاحية نضالية من نوع آخر مؤسسية انتقالية “سياسياً وعسكرياً” نتطلع أن تفرز تلك المرحلة الجديدة نحو استعادة المجد وتغيير الواقع الصعب خدميا واقتصادياً واجتماعياً ومعيشيا وتحريك عجلة الركود التي عندها يتقوقع الجميع فهل لذكرى نوفمبر تزامنية للتغيير, يفعلها الإنتقالي المفوض شعبياً بخبر سار يفرح المواطن الغلبان أضعف الإيمان “براتبه”…..