على الرغم مما جناه اليمنيون من فوائد خلال الهدنة التي يرفض الحوثيون تجديدها حتى الآن، تظهر دراسة أممية، أن أكثر من 2.2 مليون طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد مع نهاية العام الجاري، فيما يعاني حالياً نحو 538 ألفاً منهم من سوء التغذية الوخيم، و63 ألفاً من حالات طبية خطيرة.
اضطرت سمر منصور الأم لخمسة أطفال وعائلتها قبل نحو خمس سنوات على النزوح قسراً من قريتهم بسبب القتال، بحثاً عن ملجأ بمخيم الحدب للنازحين في مأرب.
وأحضرت سمر ابنها الأصغر أواخر أغسطس الماضي، إلى مركز التغذية العلاجية الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية في مستشفى كارا العام في مأرب، الذي يموله صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، لتؤدي التدخلات الغذائية المنقذة للحياة من قبل الموظفين الذين يعملون على مدار الساعة إلى خفض الحمى المرتفعة وتزويده بالأدوية المنقذة للحياة والحليب العلاجي مجاناً وإنقاذ حياه في نهاية المطاف.
استجابة
وتعمل منظمة الصحة العالمية و«اليونسيف» في ست مديريات في مأرب، استجابة للانقطاع المفاجئ للخدمات الصحية الأساسية، والتدهور السريع للوضع الأمني والأزمة الاقتصادية.
ودعمت منظمة الصحة العالمية، و«اليونسيف»، بين 20 فبراير إلى 20 أغسطس الماضيين، 932 طفلاً يعانون من سوء التغذية تم إدخالهم إلى مراكز التغذية العلاجية في ستة مرافق صحية مستهدفة، لتسهيل الوصول إلى العلاج وتخفيف الأعباء المالية عن العائلات التي تحضر أطفالها إلى مراكز التغذية العلاجية، كما تم تزويد 395 طفلاً يتلقون العلاج بتكاليف النقل ومستلزمات الدخول والوجبات المتوازنة.
حاجة متزايدة
ويقول لؤي محمد سليمان، مدير مستشفى كارا العام، إنّ الصراع دمر البنية التحتية للبلاد، لاسيما في المناطق عالية الخطورة مثل مأرب، فيما دفعت الحاجة الملحة وشدة الاحتياجات الصحية للسكان، النازحين داخلياً لإرهاق القدرات التشغيلية للمنشآت الصحية إلى الحد الأقصى.
وأضاف سليمان: «لدينا حاجة متزايدة للمعدات الطبية لدعم تشخيص الأمراض، الكثير من المعدات التي لدينا الآن قد تدهورت وعفا عليها الزمن، الأمر الذي جعل من الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية ذي فائدة كبيرة للمستشفى والمرضى»