السبت , 23 نوفمبر 2024
كما أنّ هذه الورقة تُظهر مدى اجتهاد الجنوبيين في البحث عن دور محوري وفاعل في ملف الممرات البحرية المهمة للعالم كمضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب، وفهم حالة الصراع الدولي الراهنة على في هذه المنطقة الجيواستراتيجية، وتقديم أنفسهم كحلفاء فاعلين في تأمينها وحمايتها.
وتوصلت الدراسة، التي بلغت صفحاتها (40 صفحة) إلى عدة استنتاجات، كان من أهمها:
• إنّ التواجد الدولي والإقليمي الكبير في منطقة مضيق باب المندب والقرن الأفريقي يتخفى بحجج غير التي يعلنها، ذلك أنّ هذه الدول تعلل تواجدها برفع شعارات مكافحة القرصنة والتهريب والإرهاب والإمداد اللوجستي، لكنها في الواقع تخفي أهدافها الحقيقية من التواجد والتي تكمن في الهيمنة ومد النفوذ لأغراض سياسية بالدرجة الأولى. كما أن القوى العُظمى وحتى الإقليمية تشرع في فرض نفوذها في هذه المناطق الاستراتيجية من خلال التوقيع على اتفاقيات أمنية واقتصادية مع الدول الفقيرة المطلة على المضيق والقرن الأفريقي امتدادا لقارة أفريقيا.
• إنّ الصراع السياسي والاقتصادي والأمني والأيديولوجي بين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ليس ببعيد عن مضيق باب المندب، فجميع القوى المتنافسة تبحث عن موطئ قدم لها ودور تلعبه في المضيق للضغط على المجتمع الدولي والإقليمي للقبول بسياستها، كما تفعل إيران. إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار بواقع الترابط القوي بين المضائق الثلاثة المهمة في الشرق الأوسط المتمثلة في قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، التي يُعد التحكم في أكثر من ممر بحري منها لدولة إقليمية ما هيمنة لا يستهان بها في الشرق الأوسط. وهذا ما تسعى له إيران بعد هيمنتها على مضيق هرمز، فهي تدعم أنصارها الحوثيين لفتح ثغرة لها في مضيق باب المندب لفرض سيطرتها على الإقليم وفرض شروطها في أي تفاوض مع المجتمع الدولي بخصوص طموحها النووي.
• بالمقابل يدرك الجنوبيون بشكل كبير حجم التواجد الدولي والإقليمي في منطقة مضيق باب المندب والذرائع التي تتستر خلفها أطماع الدول العظمى والإقليمية في السيطرة والهيمنة على المنطقة. كما يدرك الجنوبيون أيضاً الأهمية الكبرى للموقع الجيوسياسي الذي يتواجدون فيه والقريب من أهم مصادر الطاقة في العالم، والمتحكم في ممرات مائية مهمة تعتبر شريان الاقتصاد العالمي مثل بحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب.
• نجح الجنوبيون في اختراق الصراع الإقليمي – الإقليمي في الشرق الأوسط من خلال تحالفهم مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعلاقاتهم الجيدة مع جمهورية مصر العربية حيث تعتبر هذه الدول محور إقليمي منافس للطموح الإيراني والتركي والإسرائيلي. كما نجح الجنوبيون أيضاً في كسب ثقة المجتمع الدولي من خلال الجهود المثمرة التي تبذلها قواتهم المحلية في مكافحة الإرهاب في اليمن بمباركة دولية.
• يثّمن الجنوبيون دور التحالف العربي في حفظ الأمن بمضيق باب المندب وفي السواحل الوطنية، كما يطمح الجنوبيون إلى المزيد من الدعم العسكري من التحالف لتولّي مهمة تأمين الممرات والسواحل البحرية الوطنية من الأخطار التي تحيط بها مثل القرصنة والهجرة الأفريقية والدعم الإيراني لجماعة الحوثيين عبر البحر من خلال إنشاء قوة خفر سواحل جنوبية على أقل تقدير وتطوير قدراتها ذات الصلة.
• يتعاطى الجنوبيون مع التنافس الإقليمي والدولي على مضيق باب المندب بقدر عالٍ من العقلانية والاتزان في الطرح والموضوعية في الدعوة لاستثماره. فقد أكدت الخطابات الجنوبية التي تم تحليلها بضرورة الاستفادة من هذا التنافس الدولي والإقليمي لجني مكاسب تخدم الرغبة الجنوبية في حل “قضية شعب الجنوب” تقود لتحقيق مطالبها بـ “استعادة الدولة” السابقة.
• توصي هذه الدراسة البحثية صنّاع السياسة الجنوبية الخارجية على وجه الخصوص بأن يعطوا ورقة مضيق باب المندب حيزا أكبر في الخطاب السياسي الجنوبي الخارجي، والتأكيد على استطاعة الجنوبيين تأمين الممرات المرتبطة بهم في مضيق باب المندب وخليج عدن مع الشركاء الإقليميين. كما يوصى باستثمار الرغبة الدولية في فرض الاستقرار في الأراضي الجنوبية لخلق فرص شراكات مع المجتمع الدولي في مجالات أمنية واقتصادية مختلفة.
لتحميل كامل الدراسة، مجانا، من على الرابط التالي:
https://south24.net/news/docs/Bab_alMandab_Strait_Ar.pdf
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 20, 2024
نوفمبر 20, 2024