الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الانتصارات العظيمة والحصاد المر
——————————————-
بقلم/ المستشار علي هيثم الغريب
وزير العدل السابق
رئيس مجلس الحراك الجنوبي
الى اخواني ورفاقي في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والانتقالي وجنوبي الشرعية والوية العمالقة والحزام والنخب والدعم والإسناد والعاصفة والطوارىء ومكونات الحراك ، أراسلكم هنا لوضع كارثي يعيشه بلدي الجنوب من الصراع السياسي والفساد السياسي والمؤسساتي، وبصفتي مواطن ومن قيادات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ورفيقكم في كل مراحل النضال، لدي غيرة على هذا الوطن، وتعهدنا جميعا إنطلاقا من ميثاق الشرف الوطني الذي وضعنا عنوانه الاول في جمعية ردفان الخيرية في عدن(التسامح والتصالح) وحب الشعب والتضحية من اجله الذي ورثناه عن شهداءنا وجرحانا، بأن نؤسس نهج وطني يضمن لنا حقوق وكرامة شعبنا، هذه الكرامة التي تداس اليوم بسبب لوبيات الفساد، وأمام تكالب لوبيات الفساد على حقوق المواطنين، تلك اللوبيات التي منها ما هو معين من قبل الاحزاب اليمنية ومن هو من هو معين من قبل الشرعية ومن هو من هو معين من بعض رؤساء الجماعات المناطقية المتطرفة …!!!
تكالبت هذه الجهات على حقوق المواطنين واملاك الجنوب المقدسة من رواتب وخدمات واراضي ومزارع ومتنفسات وغيرها، فأعتقلت بعض الجهات المسئولة من تريد، وبرأت من تريد، وهددت من تريد، وعرقلة من تريد، وأفقرت من تريد، وأغنت الغنى الفاحش من تريد، وأعطت الإخلاص لمن تريد، وخونت من تريد.. وغاب مفهوم المواطنة الحقة، وغاب الضمير الانساني، وحل قانون الغاب.
اخواني ورفاقي
المواقف الوطنية لقيادات الحراك وجنوبيي الشرعية والانتقالي معروفة والشعب الجنوبي يعرفها جيدا والحديث عنها مضيعة للوقت ولكني احدثكم عن وطن يمزقه الصديق قبل العدو، حيث إجتمع على ابناء الجنوب الجوع والفقر وقطع الرواتب وهشاشة البنية التحتية، ومؤامرات الجهلة وذلك لتركيعنا، وتخويفنا، وتهديدنا، وكان هناك من معه؛ جزء من شرطة، وجزء من قيادة وجزء من الزمن وجزء من محكمة ..
اخواني؛ إن وطني الجنوب من عدن الى المهرة، وطن كل الجنوبيين بدون استثناء، وطن ورثناه من الأجداد حراً موحداً، رصاصة التحرير بداءت من ردفان وسمع “لجبها” حوف والى عدن ، وبداء الحراك الجنوبي من المكلا والضالع وانطلق من عدن وعم الجنوب كله، واليوم ندافع عنه بقوة وثقة كاملتين رغم كيد الكائدين، وبعيداً عن أي جهة كانت، هدفنا الأسمى سمعة وطننا شعبا وأرضا.
لقد تعب شعبنا من المعاناءة في صمت من لوبيات الفساد، أوقفوا زحف لوبيات الصراع والفساد على شعب عظيم أعزل: الفقير يعاني، و،العاطل عن العمل يعاني، والموظف يعاني، والمهاجر يعاني؛ من قطع الرواتب والخدمات والمحسوبية والظلم، ونحن نكيد بعضنا لبعض …
حتى اصبح الحق باطلا والباطل حقا… والشريف النظيف خائنا ومتهما بالخيانة …. والفاسد مصدقا .
حقاً لماذا هذا الخلاف؟!.. حتي وان كان هناك اختلاف في الآراء.. لماذا نهاجم من يختار الطريق الذي يراه هو الأفضل لاستعادة الجنوب.. ولماذا دفعنا هذا الخلاف في الآراء أن نلجأ إلي السلاح والسجون والأكاذيب .. فكما تركتنا روسيا سيتركنا التحالف يوماً ، ولن يبق الا تاريخنا المشرف وقبولنا لبعضنا وتقديرنا لمن وقف معنا .. اخرجنا بريطانيا واخرجنا معها وبعدها كوكبة من خيرة الرجال والكفاءات وتحت اسماء ونعوت كثيرة، ودخلنا الوحدة بشروط موجهة ضد بعضنا البعض، وجاء 1994 وفقدنا كوكبة اخرى من بناة الدولة الجنوبية، وتحررنا من مليشيات الحوثي والوية عفاش عام 2015 ، وبداءنا بطرد بعضنا البعض وتحت نعوت واسماء جديدة.
وهكذا وقفنا عاجزين عن عمل شيء، بعنا قراراتنا الوطنية بابخس الأثمان .. الدواء والراتب وحوارنا ورغيف الخبز وتقاربنا من عدمه ودبة الغاز ولتر الديزل والبنزين والدواء والغذاء كله بيدنا ولكن قرارنا مسلوب ؟؟؟ نعم ماذا بقي لنا وكيف لنا ان نسمي هذا الوطن وطنا؟؟
افقرونا فاصبح شبابنا اما عاطلين عن العمل أو يقاتلون في جبهات ليست جبهاتنا ، ولا يتحقق بها اي نصر … والكفاءات الوطنية مغيبة ومبعدة… سياسة اقصاء وتطفيش تمارس على الشرفاء واهل التضحيات .. مطلوب منا الولاء فقط!!، واسأل لمن يا ترى الولاء؟ هل مطلوب ان يبقى الجنوبيون حراسا امناء لحماية من يفرض علينا الجهل والمرض والفقر؟! ام حماة لبارونات الفساد الذين تنفخت حساباتهم في البنوك الاجنبية والسباق على شراء الفلل والشقق المفروشة في القاهرة وتركيا والرياض وابوظبي والدوحة؟ …..ام هل علينا الولاء لمن اعمل سيفه في رقابنا وتمادى في افقارنا وعوزنا حتى وصل الامر حد اننا نلعن بعضنا بعضا؟ كم منا يوميا يسب ويشتم ويتهم ويلعن جهلاً وظلماً؟!؟ ، وكم منا يسعى جاهدا للهرب بحثا عن لقمة عيش ابناءه؟ وكم منا يلهث ويركض ليل نهار ويكد تلاحقه الاتهامات وشبح السجن يطارده؟ كم منا يملك فاتورة علاج ابنه أو امه واباه او زوجته في العيادات والمستشفيات الحكومية والخاصة بعد ان غزاها الفاسدون والجشعون وغيرهم من اعداء الشعب الجنوبي؟!
كم عدد القادرين على التسوق من المولات الجديدة والتي غالبية مرتاديها لو دققت لوجدتهم من اسر المسئولين والنازحين واصحاب الاراضي ؟ وهل بامكان اسر الشهداء والجرحى واطفال الاحرار والشرفاء زيارة تلك المولات والفنادق والحدائق وشراء ما يحتاجوه؟. كم عدد الاسر من الكوادر والكفاءات والشهداء والجرحى الجنوبيين، القادرة على العلاج؟ هؤلاء يبدو لا يحق لهم ذلك ، قدرهم التعب والكد والسعي لتحصيل الخبز وكسوة اطفالهم من الاسواق الشعبية؟؟ نعم هذا ما يستدعيني لا لبكاء وطني الذي لم يبق لي منه ذكريات النضال والمقاومة والذكرى الجميلة مع رفاقي الذين فقدتهم اما شهداء واما مبعدين، لكن حتى هذا الحق اصبح مشمولا من وجهة نظر “الفاسدين القدامى والجدد”في قائمة السلع يمكن مقايضتها والمساومة عليها.
بعد ان احتفلنا بالنصر في 2015 وطردنا 27 لواء عفاشي وآلاف الحوثيين وقدمنا 3000 شهيد، دخلت على وطني دفعات ودفعات من الشحن المناطقي والنعوت والاسماء من هذا الطرف او ذاك ومنح هؤلاء المشروعية والامان بحجة انهم يناضلون من اجل استعادة الجنوب ارضا ودولة … فهل هناك من يبين للجنوبيين ماذا استفاد المواطن من هذه الخصومات التي ظهرت بعد 2015 اي بعد النصر العظيم على مليشيات الحوثي وغيرهم؟ بالعكس تماما فالمواطن العادي تأذى منه تماماً ، توقفت الرواتب وارتفعت الاسعار من رغيف الخبز الى الديزل والبترول فاستفادت طبقة الاغنياء والمتحكمين باستيراد المواد الغذائية وظل الجنوبي الفقير يعاني ويعاني من قلة الحيلة.
كان لتواجدنا على راس السلطات في عدن ولحج والضالع ونصف ابين ونصف الحكومة ايجابيات كثيرة ، حيث اصبحنا شركاء بالقرار ؟! لكن اين الايرادات والجبايات التي تقدر بمئات المليارات؟! ، لا يوجد شيء… انتبهوا يا اخواني من هذه الكارثة القادمة .. فانني اشاهد تهديد حقيقي ومخطط قديم يطفو على السطح اسمه “الاستحواذ على املاك وثروات الدولة الجنوبية” يشكل اليوم بداية النهاية لما تبقى من وطني؟! ، فالمؤشرات كلها تؤكد على ان هناك تفاهمات محورية لا تؤسس الى حل نهائي لمأساة الشعب الجنوبي وعلى النحو التالي: اطالة الحرب والازمة الاقتصادية وتعبئة شباب الجنوب للحرب وتدمير الخدمات والبنية التحتية والعملة، وبالتالي الاقرار بالدولة اليمنية وعاصمتها صنعاء (تماما كما حصل عام 1990 مع زيادة”الدولة الاتحادية”)، وضمانات بعدم وصول القيادات الجنوبية الصادقة الى موقع التفاوض الا كتابعين، والمحافظة على الاحزاب اليمنية ودعمها كبديل للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، تنازلات مستمرة تتضمن الغاء حق استعادة الدولة الجنوبية من جدول المفاوضات القادمة , يتزامن مع الخطة الحوثية المعلنة للاندماج مع الاحزاب اليمنية ، وعليكم الا تفهمون الدمار الذي يعيشه الجنوب بغير هذا التفسير؟!؟!.
بعد الاتفاق مع مليشيات الحوثي دولياً سيتم اسدال الستارة على مسرحية الصراع الشمالي-الشمالي على حساب الشعب الجنوبي، والجنوب هو الخاسر الوحيد من هذه التسوية. لهذه الاسباب جميعا لابد من اعادة الحراك الجنوبي الى ساحة النضال، صحيح ان تضحياته هذه المرة ستكون اضعاف تضحياته في سنوات عفاش ولكن عودته هي الضمانة الوحيدة لحماية الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 17, 2024
نوفمبر 11, 2024