ذات يومٍ كتب الصحفي الراحل نجيب محمد يابلي عن الشنفرة في صحيفة “الأيام” تحت عنوان:(رجال من ذاكرة التاريخ)، قائلاً:” … في 22 يونيو 1967م، كانت منطقة الضالع أولى المناطق تحررًا من المستعمر البريطاني، وما إن تم تأمين الضالع بالكامل صدر قرار قيادة الثورة بتكليف المناضل الكبير قائد صالح حسين الشنفرة، بالتوجه على رأس مجموعة كبيرة لتعزيز جبهة عدن بعد استشهاد المناضل مدرم، وبعد الاستقلال الوطني المجيد في الـ30 من نوفمبر 1967م، ابتعد المناضل الوطني قائد صالح حسين الشنفرة عن دائرة الضوء مكتفيًا بما قدمه لقضية بلاده، وعند أصيل يوم 19 أكتوبر 1997م صعدت روح المناضل الوطني قائد صالح حسين الشنفرة إلى بارئها… “.
هكذا كانوا وهكذا رحلوا، فمنذُ نُعومةِ أَظافِرِهِ كان الثائر الشنفرة مسكونًا بحبِّ الوطن الذي عشقه عدد قطرات دمه، ثائرًا ضدّ المستعمر البريطاني على درب الآباء والأجداد، ولم تتوقف مسيرته النضاليَّة عشية الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م، حيثُ إنَّ الراحل كان له دورًا بارزًا وكبيرًا في التصدي للقوَّات الشمالية في حروب 1972، 1979، 1994م، ولم يضع سلاحه مع سقوط عدن المشؤوم؛ بل واصل النضال في الجبال متنقلاً بين الضالع وحالمين ويافع ومعه المئات من المقاتلين.
خمسة وعشرون عامًا مرّت على رحيله، ولازالت الأجيال الجنوبيَّة تعشق سيرة هذا البطل القومي وحياته الثوريَّة الصادقة، ومواقفه النبيلة الثابتة التي لا تلين، تجمّعتْ كلّها في ابن الستين عامًا يومها: قائد صالح حسين الثوير الملقب بـ”الشنفرة”..
في الذكرى الخامسة والعشرين، ما زالت الغصّةُ حارّةً، وما زلنا في أمسّ الحاجة إلى قادة عظام كالشنفرة، وحتمًا سيبقى، رحمه الله تعالى، في ذاكرة شعب الجنوب الثائر، رمزًا أصيلاً من رموز المقاومة الوطنية الصادقة.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يغفر له ويتجاوز عنه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنَّة، وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى.