القمندان نيوز – كتب/عبدالله طزح ردفان لم تكن مخطوطه أو رواية تتخطاها الأحداث ورحى الزمان العابر بل نبع نهر يرتشف منه الثوار عبر الأجيال المتعاقبة سمو قداسة المبادئ الثورية النبيلة الزاجرة بنزعة الرفض للظلم والتعسف الأجتماعي ولم تعد تلك المحفزات السلوكية مجرد أنماط تقليدية بل جينات متوارثه تتناقلها الأجيال عبر الحقب الزمنية وتثبتها شواهد الزمان وأحداث التاريخ وربما لو أجريت فحوصات علمية لابناء ردفان لأثبت علم الوراثة صحة الجينات المتوارثه في سلوك الردفاني الثائر. في ردفان لوتنفرد بمسلمات التاريخ لتكتب في ذاكرتك مشاهد مألوفة لمصداقية الوطنية بمفهوم الإنتماء للأرض والتضحية من أجله في صورة تتخطى الواقع وتذهب في عالم الخيال المجرد من حب الحياة أذا حضرت ساعة النفير وأعتلى في الأفق صوت النداء الوطني، فتجد ابناء ردفان يتسابقون أفواجا” نحو الفداء وساحة الوغى للدفاع عن الوطن الجنوبي ولم يضعون للتضحية شروط بل يجسدون معاني النبل الوطني في أوضح صورة للثورات في مختلف العصور في تاريخ البشرية.
في ردفان تتعلم أن الهوية الوطنية غير قابله للمساومة ولاتخضع لقوانين نيوتن ونظريات انشتاين بل تخضع لأدبيات الاخلاق وحب الانتماء للوطن والذود عنه في كل منعطفات التاريخ.
في ردفان وفي منصة الشهداء في عام 2007م كان لي شرف تلاوة أول بيان تضامني مع أبائنا المتقاعدين العسكريين عندما كلفني زملائي الابطال بذلك، ونحن طلاب في كلية التربية ردفان والتي سجلت أول انتفاضة طلابية في الجنوب في الثورة الجنوبية الثانية بعد ثورة أكتوبر المجيدة وفي نفس المنصة الشهيرة صدح الوطني النبيل المناضل /أحمد عمر بن فريد بعبارته المشهورة (دم الجنوبي على الجنوبي حرام)وقبيل اطلاقها التقيته في ردفان حينها وهو موقف لم انساه ولم أتوقع أن المصادفات تجمعني به مع العزيز المناضل/علي هيثم الغريب في 13اكتوبر2007م حيث كنت من أشد المتابعين لصحيفة الأيام العزيزة ومتابعا” لأقلامهم الصحفية التي جسدت تعبيرا” لجرائم الاحتلال اليمني بحق الشعب الجنوبي وممارساته العدوانية .
من منصة ردفان تفجرت الثورة السلمية ومن كليتها انطلقت شرارة الثورة الطلابية ولن تبارح ذهني مدى التهافت الطلابي نحو الثورة والأقدام في مواجهة أدوات الاحتلال اليمني وكنا عنوان للصمود رغم القمع ولكن كانت لنصائح وتوجيهات د/ناصر الخبجي ورفاقه الأثر البالغ في ترشيد نضالنا الوطني نحو هدف الاستقلال واستعادة دولة الجنوب.
كثير من المناضلين الاوفياء تعرضوا للاقصاء والتهميش ونتمنى أعادة النظر من قبل القيادة السياسية والعسكرية في المجلس الانتقالي الجنوبي لمثل هؤلاء الاوفياء الذين صمدوا في أحلك الظروف ولازالوا وفي لحظة تتطلب الانصاف والصمود للوصول الى مرفأ الاستقلال الوطني الناجز للوطن الجنوبي. إلى ردفان فليهب الجنوب كل الجنوب للاحتفال بالذكرى 59لثورة أكتوبر واعتبارها محطة للمراجعة والتقييم وفتح مرحلة جديدة وليكن أقرار بالتوافق الوطني الخلاق وتبني مشروع موحد للجنوب تنطوي في أطاره كل المناضلين وكل القوى الوطنية وتحت هدف الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعروفة للعالم أجمع.
والله من وراء القصد..!
*مدير إدارة الشباب والطلاب في المجلس الانتقالي م/حالمين