استئاف الدارسة في التعليم العالي بين فرحة العودة والخوف من الكلفتة
بقلم . د. أمين العلياني
لقيت مبادرة نائب المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الأنتقالي الجنوبي اللواء القائد عيدروس قاسم الزبيدي ارتياحاً مجتمعياً واسعاً لا سيما لدى أولياء أمور الطلاب والطالبات في التعليم العام لما يمثله هذا الموقف المسؤول والشجاع في إقناع نقابة المعلمين والتربويين واثنائهم عن قرارهم في الإضراب عن التدريس والخروج معهم بحلول مرضية تراعي تدهور أوضاعهم المعيشية والخدمية وانخفاض مستوى أجورهم التي لا تلبي أبسط الاحتياجات.من جهة، ومراعية للوضع العام الذي تمر به البلاد جراء الحرب وغياب الحرص على الأوعية الايرادية للدولة ووعدم تحويلها إلى البنك المركزي في عدن من. جهة أخرى.
. وفي المقام ذاته، باتت عودة الطالب إلى المدرسة بادرة أمل تزيل من كابوس ظل يؤرق أولياء أمور الطلاب والطالبات وهم يرون فلذات أكبادهم معطلين عن التعليم وتلقي المعرفة التي باتت جبهة كبيرة في محاربة الجهل والتخلف لا تقل بالموزانة عن جبهات الدفاع عن الوطن ومحاربة التطرف والظلامية والانقلاب.
لكن يظل هناك قلق كبير ، وهو الحرص على مستوى الطلاب – وهو قلق غير مستوعب – كما لوحظ في الأعوام السابقة من كلفتة في التزمين التدريسي في الفصل الدراسي الواحد حتى وصل الأمر إلى حد التعديل والتعويض غير المشروع في درجات تحصيل الطالب كما في أيام جائحة كورونا والاضرابات الماضية للمعلمين أنفسهم وما ترتب عليه من أضرار جسيمة في حق االطالب المتعلم مسبية خللاً في تسلسل معارفه وتراكمها على وفق فئاته العمرية، وقدراته التحصيلية .
ويتطلب البوم على وزارة التربية والتعليم بوصفها المؤسسة العليا والمسؤولة المباشرة في إدراك ذلك الخلل (السابق الذكر) الذي ظهرت آثاره السلبية جلياً على مستوى تحصيل الطالب الذي يجب أن تتداركه والتنبه من الوقوع فيه مرة أخرى على حساب تعليم الطالب وتحصيله، ابتداء من إعادة النظر في التقويم الدراسي والاحتساب الفعلي في المدة الزمنية القانونية المقررة حسب اللوائح التعليمية، واعطاء الطالب الحق الكافي في التعليم، والمتابعة المستمرة في التقييم، لنكون الوزارة المعنية ومكاتبها التربوية في المحافظات وادارتها في المديريات والمدارس أمام أمانة ومسؤولية مهنية عالية تجاه الطالب وبنائه بناء علمياً صحيحاً من خلال برامج التدريس، واعطائه الوقت الكافي في التعليم..