في مشهد انتحاري يشبه الصدمة، تفاجأ سكان إحدى المدن اليمنية، بإقدام مجموعة أطفال يمنيين على تسلق أبراج الكهرباء الشاهقة بدون أي أدوات للسلامة بدافع اللهو والمرح مع الموت، واستعراض مهاراتهم في صعود سلالم أعمدة تيار ضغط عالٍ، تعد نسبة النجاة منه صفر.
استهتار وتهور دون وعي
وفي التفاصيل، تداول النشطاء مقطع فيديو يظهر فيها طفل يمني يصعد بخفة ورشاقة ليصل إلى أعلى قمة برج كهربائي في مدينة مأرب الغنية بالنفط والكهرباء مشيرين أن هذا التصرف الانتحاري هو استهتار وتهور عبثي دون أي وعي بمخاطر السقوط أو الإصابة بماس كهربائي.
يستعرضون معاناتهم على أبراج الكهرباء
وحمل رواد التواصل في إفادات لـ”العربية .نت” المسؤولية للوالدين وتساءلوا عن دورهم الأبوي في التربية والرعاية والرقابة على تحركات أبنائهم، فيما أوضح آخرون أن الأطفال الذين ظهروا في سياق الفيديو، وتناوبوا على تسلق أبراج الكهرباء كنوع من اللهو والتسلية، يحتمل أن يكونوا من الأطفال النازحين في محافظة مأرب، وربما يكونون أيتاماً لا أهل لهم من ضحايا الحرب.
زمن الموت والحرب والعتمة
وقال الناشط الاجتماعي عصام الخميسي، بأن أرواح أطفال اليمن باتت رخيصة في زمن الموت والخوف وأهوال العيش، مآس كثيرة وجثث لمفقودين وضحايا بالجملة وأجساد بعمر الورد، حصدتهم آلة الحرب وفوهات القصف وعدسات القناصين من جهة، وقطفتهم حوادث سير وصعقات كهرباء وغرق في السيول من جهة أخرى، فضلاً عن أرقام مخيفة من الصغار طحنتهم المجاعات ونهشهم الفقر والجوع وويلات اليتم والنزوح”.
مجازفة للهو نتيجتها كارثية
ولفت طارق العبسي، إلى أن الأطفال سواء يعلمون أنه لا توجد كهرباء في المدينة، وموثوقيتهم بأنهم لن يتعرضوا لأي صعقة كهربائية نتيجة انقطاع الكهرباء المتواصل في مختلف مدن اليمن، إلا أن خطر التسلق وحده ربما تكون نتيجته كارثية لأي أسباب محتملة يمكن حدوثها”.
بين خطر السقوط واحتمالية الصعقة
وتندر رواد التواصل بالمقولة الشهيرة التي تنطبق على غالبية المدن العربية الملتهبة بسبب الصراعات سوريا والعراق وليبيا واليمن،:” عندما توفى أديسون مخترع الكهرباء عام 1931 تم إطفاء جميع كهرباء العالم تكريماً له ومازالت “اليمن” حتى يومنا هذا تكرم هذا الرجل العظيم.
وبدورهم، علق إعلاميون وحقوقيون على هذا الفيديو، فقالوا بأنه تصرف خطأ سواء بوجود كهرباء أو عدمه فإنه خطر السقوط وارد ومخاطرة التسلق محفوفة بالخطر والإصابة أو الهلاك المحتوم.
صدمة الموت النائمة
وقال محمد حيدرة، مهندس كهرباء: قد يكون هنالك كهرباء “ساكنة” لا تزال سارية في سلالم الأبراج الكهربائية، مشيراً أنه حتى مهندسي الكهرباء عندما يقومون بأعمال الصيانة، وبعد أن يتم فصل التيار تماماً من المصدر يقومون بتفريغ الشحنات الساكنة ومن ثم تسلق البرج توخياً لحدوث أي صدمة أو صعقة نائمة في التيار الساكن”