السبت , 6 ديسمبر 2025
صالح علي لجوري
يروى أنه كان في سابق السنين القليلة الماضية في أحد المناطق الريفية في محافظة لحج عازف على آلة الطبل الإيقاعية المعروفة أو مايعرف بالعامية (الطبال أو صاحب الطبل ) وهو فنان شعبي يطرب في الأعراس والمناسبات الفرائحية ويستخدم كآله موسيقية إيقاعية منذ القدم وفي بعض القطع الموسيقية الحديثة ويقال أيضا يطبل
هذا الفنان الطبلاوي(…….) موضوع مقالنا .. كان معروف عند الناس بمبالغته في ضرب الطبل بحركات مختلفة غير مألوفه في كثير من المواقف مثلا :
عند دخول العريس أو أم العروسة أو أبوها وكذلك الحال مع أهل العريس، أو الشخصيات المرموقة بالجاه والثرى أي يعطيهم أهتمام ومبالغة زائدة جدا إلى حد المبالغة الفوضوية المفرطه،
ففي ذات ليلة عامرة بالأفراح والمسرات تخللتها الأناشيد والقصائد المرتجلة والرقص لكلا للجنسين على أصوات المزمار وضربات الطبل الشعبي وفي لحظة من السمر دخل العريس وأمه كعادة معروفة بالمنطقة يرقصوا وكانت أم العريس ثريه جدا تمتلك المزارع والمواشي ولديها تجارة كبيرة في المنطقة فأراد الطبال أن يحتفل بهما هي وولدها العريس بطريقة مختلفة كعادته مع كبار الشخصيات حيث كان جالسا في الأرض أذ وقف على قدميه يشاركهم الرقص ويضرب الطبل بقوة ويرقص بهستيرية قصوى فجاءت يده على رأس المداعة وضربها بقوة دون شعور أي : جزء منها يعرف بالبوري حيث يمتلئ بالتنباك والجمر المشتعل فأحرق العريس في رقبته وأطرافه وثيابه وصاحب المداعة ومن كان حوله على جوانب المجلس يمضغوا شجرة القات ويدخنوا (المداعة) أو (الشيشة ) كما تسمى في بعض المناطق ،أي أنه لم يسلم أحد في المجلس ممن كان بالقرب من المداعة حيث أن المداعة كانت متواجدة في مكان الأعراس وبكثرة إلى عهد قريب ، وفي تلك اليلة التي عكر صفوها الطبال وتوقف الاحتفال بالعرس وأسعف العريس إلى المشفى وآخرين و هناك من أصابه حروق خفيفة وعاد إلى منزله لكن أم العريس كان لها موقف آخر ورد فعل عدواني ضد صاحب الطبل أذ أنها أخذت الطبل ورمت به من فوق سطح المنزل إلى حافة هاوية سحيقة جوار المنزل وجاءت بقطعة عود خشبية(عصاء كبيرة) تريد ضرب صاحب الطبل على وجهه لولا تدخل الحاضرين بمنعها من ضربه واكتفى الحاضرين بقبول قرارها المباشر والحاسم باخراجه من العرس وعدم دخوله مرة أخرى إلى المنطقة وهذا ما حصل بالفعل. أن هذا الواقعة حصلت قديما نتيجة المبالغة بالنقاق والطمع … للحصول على إمتيازات نفغية من قبل صاحب الطبل الآله الشعبية المعروفةوبحسب ما كان يراه صاحبها أنه مناسبا له بالطريقة التي يمارسها لكنها خانته قواه وتفكيرة وسوء تدبيرة مما أدى إلى خسارته أجرته في تلك اليلة وفقدانه الطبل في شعاب تلك المنطقة وحرمانه من ممارسة عمله الفني الذي يقتات منه بسبب تحوله إلى مسارات أخرى بعيدة عن الواقع أدت في المجمل إلى الخسران في حينه.
•وفي واقعنا اليوم يحصل مافعله صاحب الطبل من قبل الكثيرين من الإعلاميين ومثقفين وسياسيين وعامة وأقارب للمسؤولين هذا التطبيل المبالغ فيه إلى حد التعصب الفوضوي بغباء وسذاجة
لرموز في السلطة ورجال اعمال ومؤسسات ووزارات وغيرها….إلخ
مما يسبب الفشل والخسران وكثير من الشخصيات السياسية والرمزية والمجتمعية المستهدفه بالتطبيل يجعلها في حالة انفصام الشخصية عن الواقع إلى حد التلبس بجنون العظمة. فهل تأتي اليوم أم العريس وترمي الطبل من فوق السطح قبل أن يضرب الطبال المداعة ……….؟!

ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 2, 2025
ديسمبر 1, 2025