الجمعة , 5 ديسمبر 2025
في ظل ما تشهده البيئة المدرسية من تحولات سلوكية ومظاهر جديدة بين الطلاب، يبرز موضوع تربية شعر الرأس لدى طلاب التعليم الثانوي كظاهرة تستدعي التأمل والتوجيه التربوي المتزن، خدمةً للتحصيل التربوي والتعليمي للطالب، وللمظهر الذي يليق به وبأسرته ومدرسته وبيئته الاجتماعية.
إن تربية الشعر ليست مجرد خيار شكلي، بل قد تحمل انعكاسات تربوية وسلوكية تؤثر على شخصية الطالب وتفاعله مع محيطه المدرسي والاجتماعي. ومن أبرز تلك الانعكاسات:
من خلال تجاربنا في الحقل التربوي، وجدنا أن تربية الشعر أصبحت تؤثر على التحصيل العلمي، من خلال الانشغال بالمظهر الخارجي، مما يُضعف تركيز الطالب على أهدافه التعليمية. حيث تجد الطالب يهتم بتقليد المشاهير في تسريحات الشعر، ويُلهى بذلك عن القدوات العلمية والأخلاقية.
وتجد بعض الطلاب يربطون التميز بالشكل لا بالمحتوى، مما يُضعف دافعهم للجد والاجتهاد في التحصيل العلمي.
وعلى سبيل المثال، كان بعض الطلاب متميزين في التحصيل العلمي، وعندما بدأوا بتربية الشعر، بدؤوا بالتمرد والتنمر على التعليم والمعلم والمدرسة.
تربية الشعر تُعد مخالفة للوائح المدرسة المتعلقة بالمظهر، وتُعد سلوكًا غير منضبط ينعكس على احترام الطالب للنظام. فبعض مظاهر الشعر قد تُستخدم كوسيلة للتمرد أو لفت الانتباه، مما يُضعف العلاقة التربوية بين الطالب والمعلم.
وقد يتعرض الطالب للتنمر، أو يُمارس هو نفسه سلوكًا استعراضيًا غير لائق داخل المدرسة.
من ناحية أخرى، فإن لتربية الشعر تأثيرًا أيضًا في علاقة الطالب بالمجتمع، حيث يُنظر إلى الطالب كواجهة تربوية تمثل أسرته ومدرسته ومعلميه. فالمبالغة في المظهر قد تُضعف هذه الصورة.
وفي بعض البيئات، يُعد الالتزام بالمظهر المعتدل جزءًا من احترام الأعراف الاجتماعية. فالطالب جزء من البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، ويجب علينا أن نحترم واقعنا الاجتماعي.
نحن لا ندين الحرية الشخصية، بل نُوجهها نحو التوازن الصحيح والاحترام للمظهر، لأن المظهر اللائق هو جزء أساسي من ثقافة الشخص. وفرض النظام ليس تعسفًا كما يفهم البعض ويروج له، بل هو جزء من التربية التي تقع على عاتق المدرسة، لتربية الطالب على احترام النظم والقوانين واللوائح، لخلق مجتمع حضاري ملتزم يُجسد روح النظام. فنحن لا نبني جيلًا لليوم فقط، بل لغدٍ مشرق بإذن الله.
ندعو أبناءنا الطلاب إلى أن يجعلوا من مظهرهم انعكاسًا لهويتهم العلمية والأخلاقية، وأن يدركوا أن التميز الحقيقي يبدأ من الفكر والسلوك، لا من الشكل الخارجي.
كما نهيب بأولياء الأمور والمعلمين أن يكونوا قدوة في الحوار والتوجيه، وأن يُعززوا في نفوس أبنائنا قيمة الانضباط الواعي، لا الانصياع الأعمى، وقيمة الحرية المسؤولة، لا الفوضى المتزينة.
ناحي الجحافي

ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 2, 2025
ديسمبر 1, 2025