د. لبيب فضل حيدرة 5 أغسطس 2025م 11 صفر 1447هـ إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا… ألا تفارقهم فالراحلون همُ سيادة محافظ البنك المركزي، أنا وكل مواطن مثلي، لا يعنينا ما تتقن من السياسة النقدية أو الإدارية بقدر ما تعنينا روحك القيادية وحرصك على التنفيذ؛ نعم، فكم من خبراء محليين وعالميين فشلت رؤاهم، وأثبت محافظ البنك المركزي أن لديه فريق عمل كفء وخططًا ناجحة وإرادة صادقة، والله الهادي إلى سواء السبيل؛ ففي هذه الظروف التصحيحية الفاصلة والتحسن الملموس، والاصطفاف الشعبي المشهود، ذكرت لقائي قبل سنتين بعجوز يوقن بحلول المحافظ النقدية الموفقة على الرغم من جهله بأدنى النظريات النقدية، نعم، محافظ البنك المركزي إداري(قيادي) حصيف، لا يعنيني من يتقن السياسة النقدية بقدر ما يعنيني من يمتلك الإرادة على تنفيذها؛ فأعلى درجات تدبير الأمور هي روح القيادة، وهي ميزة لا يمتلكها كل إداري؛ فإن اجتمعت الروح القيادية في الإداري والمسؤول فتلكم قمة النجاح، أضف إلى ذلك الحصافة في التعامل مع انسداد الأفق؛ فهو يصنع القرار، ويتخذه باقتناع، لا يمل ولا يكل في إثبات صحته، وتثبت الأيام نجاح خططكم التي قدمتموها حلولًا للأزمة النقدية الراهنة، لقد وقف العالم ضدكم، وما زلتم تسهمون في حلحلة الأزمة بصبر وجهد بالغ، في يوم من الأيام صعدت سيارة أجرة؛ فإذا بأحد العامة يكسوه بياض الشيخوخة، عليه أسمال بالية، التوى حاجباه على مآقيه، كأنها مانعات دمع من الجريان، يتحدث في معاناة الشعب، فما كان منه في نهاية حديثنا إلا أن قال: ما خلوا المعبقي يشتغل(يقصد محافظ البنك المركزي). في تلك اللحظة جلست مع نفسي، وقلت: في قمة التباس الأمور، وضبابيتها يبقى خيط النور باديًا أمام صافي النية، مثل هذا الرجل دلّه صفاء نيته على الحكم على رجل لا يعرفه! أجزم الآن أنا كلام هذا العجوز صحيح، فقد تركوا له تصحيح الوضع النقدي فعلًا، انظروا عندما مُنحت له الصلاحيات -لا أقول الكاملة- ظهرت آثار رؤيته، دعوه يطبق خطته وادعموه، وساندوه، فبشارات الخير تتابع، والعقبة الكؤود بدأت تنثال أمام ضرباته الموجعة، فلن ينجح إلا بمؤازرة، فقد قيل: إذا كنت ذا رأي فكن ذا إرادة… فإن فساد الرأي أن تترددا وفق الله الصادقين ممن يسعى بصدق وعزم لتنفيذ هذه الخطط الناجحة، الكفيلة بانتشال العملة من الحضيض؛ بل ستوصل البلد إلى بر الأمان! إن خبا النور فاعلموا أنكم لم تحيطوا تلك الشعلة بريح الصبا، ليزيد أوارها، بل تركتموها لريح الدَّبور لتطفئها!