الجمعة , 5 ديسمبر 2025
كتب /عزالدين الشعيبي
لا زالت ذكرى ذلك اليوم الأغر تعاودنا من كل عام حاملة معها معاني الفخز والاعتزاز لإشراقة فجر انتصار كان من الأهمية العسكرية والمكانية مهما قلب موازين معركة الاجتثاث لمليشيات الحوثي في كل جبهات القتال والمواجهات في الجنوب ،إذ كان تحرير المسيمير بعد تحرير محافظة الضالع نقطة تحولات لتتابع بعدها الانتصارات في الجنوب .
نعم: وإن كانت الخسارة كبيرة أنما أمام هدف وثمن أكبر تهون لأجله التضحيات الحرية .
فبعد فرض مليشيات الحوثي سيطرتها على عاصمة المديرية جبالها وسهولها ومرافقها واشتداد حدة السلوكيات والمعاملات لقوات العدو من عسكرة الأحياء السكنية ، وفرض حضر التجوال بداخلها ، ومداهمة منازل المواطنين بحجة البحث عن مقاومين ، وسلسلة من الاعتقالات التي طالت حتى الأطفال وإيداعهم رهن الاعتقال، من ممارسات الفوضى والاغتيالات والقنص لكل ما يتحرك قي المدينة ، وعمليات التفتيش للمنازل ، وأفضعها نسف منازل لعناصر في المقاومة وتسويتها بالأرض ، كل هذه الممارسات أفرزت الكثير الكثير من دوافع شباب المقاومة الذين ظلوا متموقعين على الجبال والتلال المطلة على عاصمة المديرية يواصلون المواجهات مع قوات العدو التي أيضا انتشرت على كل مرتفعات المنطقة .
وفعلا تبتدي العملية العسكرية الكبيرة لتطهير عاصمة المديرية ، الشباب المقاومون كانوا يعيدون تنظيم أنفسهم بقيادة العقيد(محسن مانجستو الحوشبي) وبالتنسيق مع قيادات الجبهات في كل من الضالع وردفان وترتيبات الدعم اللوجستي المحدود لبدء عملية الهجوم ،تبدأ انطلاقة الهجوم من جهتين بعد تقسيم الشباب إلى فرقتين، فرقة تهاجم من جهة الشمال الشرقي عن طريق منطقة مخران ، والمجموعة الثانية تهاجم من الشمال الغربي عن طريق ( حبيل علاف) ومجموعة كانت مجهزة بداخل العاصمة لأبناء المديرية ليحدثوا مواجهات تربك العدو. الفرقة الأولى التي أتت عن طريق مخران استطاعت إسقاط بعض المواقع المطلة أعلى خزان المياه للمنطقة وتجبر مليشيات العدو على التراجع أمتارا إلى أوساط المدينة بعدما خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثي ، بينما المجموعة التي انطلقت من جهة الشمال الغربي مستمرة في تبادل الرمي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ، تستمر المعركة بين كرٍ وفرٍ لمدة يومين ، بعدما عززت مليشيات العدو نفسها بدخول قوات إلى عاصمة المديرية .
وفي اليوم الثالث ٦/١١/ ٢٠١٥م الساعة ١٢ ظهرا تشتد المواجهات بصورة عنيفة تمكنت فيها المقاومة من التقدم صوب المدينة وتحدث حرب شوارع من أقوى حروب الشوارع وأشرسها، الكل يشارك فيها من أبناء المديرية ، صورة بطولية فريدة تخلدها المسيمير ، مآذن المساجد تكبر وتهلل وتدعو إلى الجهاد، شباب ينطلقون من داخل منازلهم ودورهم حاملين أسلحتهم ويتبادلون الاشتباك مع العدو ،الفرق الموزعة كانت قد وصلت أوساط المدينة بينما كانت الأسلحة المتوسطة للمليشيات تمشط بطريقة جنونية صوب المدينة ،،وتنتشر قناصة العدو أعلى المباني في وسط المدينة يسقط الكثير من أسود المقاومة شهداء، يسقط العديد من الجرحى ، كما أن رصاصات الشباب المقاومين تحصد العشرات من قتلى وجرحى المليشيات الحوثية والوحدات الخاصة من الحرس الجمهوري التابعة لعفاش وهي ما تفوق أعداد قتلى المقاومة الجنوبية بكثير ، تزتاد حدة المواجهات ،يتمكن الشباب من إجبار فلول المليشيات على التقهقر وتدفعهم للانسحاب الكامل من عاصمة مديرية المسيمير إلى أماكن تموقعهم الأولى على مشارف العاصمة .
ساعات وعاصمة المديرية بقبضة أبنائها تعلو التكبيرات المعبرة عن الانتصار الكبير ، الكل يعبر عن فرحته رغم وطأة الجرح الذي أصابهم بفقد الكثير من الشباب شهداء في هذه المعركة.
يسطر أبناء المديرية بمساندة المقاومة الجنوبية التي كانت قد قدمت من الضالع ويافع وردفان ومناطق شتى من الجنوب بقيادة أبو القاسم عيدروس بن قاسم الزبيدي ملاحما بطولية ليخلدوا الانتصار الكبير للمديرية وللجنوب وليكن ذلك الانتصار تحولا آذن بفتح حلق العقد للانتصارات في كل بقاع الجنوب مليشيات الحوثي الغازية تنسحب تجر أذيالها .
مسيمير الحواشب تنتصر لعزتها وكرامتها ولعزة ولكرامة الوطن الجنوبي في معارك كانت فاتورتها من الدماء ليست بالهينة فقد اعتصر تراب الأرض بالدماء الطاهرة لشبابنا من أجل هدف سامي هو الحرية .
ففي ذكرى تحريرك العاشرة سلام على كل روح استشهدت ولكل قطرة دم لجريح روت الأرض في تحقيق النصر ،سلام للرجال الذين دادوا عن الأرض والعرض .

ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 2, 2025
ديسمبر 1, 2025