أكد تقرير حديث لمجلس الأمن الدولي، استمرار تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وامتداده إلى خارجها، علاوة على طموحه في تنفيذ عمليات دولية، مؤكداً وجود تعاون بين التنظيم ومليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال التقرير، الذي سلمته رئيسة اللجنة المعنية بـ”داعش والقاعدة”، تراين هايمرباك، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، إنه على الرغم من النكسات التي تكبدها التنظيم في الفترة الأخيرة، إلا أنه ما يزال يشكل تهديداً مستمراً في اليمن وخارجها، مشيراً إلى أن “القاعدة “يطمح إلى إحياء القدرة على تنفيذ العمليات دوليا”.
وأورد التقرير معلومات، قدمتها دولة عضو بمجلس الأمن الدولي، عن آلية التخادم بين قيادات وعناصر التنظيم من جهة، ومليشيا الحوثي من جهة ثانية.
وأفاد بأن “التنظيم يتعاون مع قوات الحوثيين، حيث تؤوي هذه القوات بعض أفراده وتفرج عن سجناء مقابل قيامه بعمليات إرهابية بالوكالة وتوفير التدريب العملياتي لبعض المقاتلين الحوثيين”.
وذكر أن “القاعدة” يعمل بواسطة لجان من ضمنها لجنة عسكرية يقودها سعد بن عاطف العولقي (غير مدرج في القائمة) ولجان أمنية وشرعية وطبية وإعلامية. وحُلت اللجنة المالية بسبب الخسائر المتكبدة على مستوى القيادة.
وقال التقرير، إنه بالرغم من استمرار سريان وقف إطلاق النار المتوصل إليه مؤخراً والتغيرات التي طرأت على الديناميات الأمنية، فإن تنظيم القاعدة يستغل فعلياً النزاع في اليمن، مستفيداً من نجاح استراتيجية الاندماج داخل القبائل المحلية التي تجعله يكسب المؤيدين.
ومن بين المناطق التي يتخذ منها التنظيم معاقل لمقاتليه وقياداته في اليمن، ذكر التقرير محافظات: “مأرب، وأبين وشبوة”، إضافة إلى محافظات “حضرموت، والمهرة والجوف”، موضحاً أن “معظم القادة والمقاتلين” بالتنظيم يتموقعون في الأولى.
وأفاد التقرير أن الدول الأعضاء قدّرت “قوام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ببضعة آلاف من المقاتلين المجندين من السكان اليمنيين في المقام الأول وتكملهم أعداد صغيرة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، مشيرا إلى انه “يجبي الإيرادات من أعمال الاختطاف للحصول على فدية والنهب والسرقة، إضافة إلى التحويلات المالية القادمة من أقارب أفراد التنظيم في الخارج”.
ولاحظت دولة عضو في مجلس الأمن أن التنظيم يعمل على تعزيز قدرته على تنفيذ العمليات البحرية.
ولا يزال التنظيم يتكبد الخسائر، حيث أعلن في يناير 2022 مقتل قائده العسكري العام، صالح بن سالم بن عبيد عبولان (المعروف باسم أبو عمير الحضرمي، غير مدرج في القائمة).
وفي موازاة ذلك، أعلن التنظيم مسؤوليته عن اقتحام سجن في حضرموت وإطلاق سراح عدد من المقاتلين.
واعتبر التقرير الأممي أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما يزال هو أهم فرع لتنظيم القاعدة في نشر الدعاية، بما في ذلك الإعلان عن مسؤولية عن الهجمات بواسطة المواد المصورة.
ويعتبر وجود تنظيم داعش (في العراق والشام – اليمن) محجوبا في اليمن بوجود تنظيم القاعدة. فتنظيم داعش في العراق والشام – اليمن، دخل مسارا تراجعيا ولم يشن أي هجمات في الفترة الأخيرة.
وذكرت دولة عضو أن بعض مقاتلي داعش – اليمن، قد اندمجوا في مختلف القوات القبلية في البلاد وأعيد إدماجهم في النزاع اليمني العام. وتدل خبرتهم بساحات المعارك على أنهم ما زالوا يشكلون تهديداً محتملاً، ولكن الافتقار إلى الموارد والقيادة يمنع أي عودة لهم في المدى القريب. في إشارة إلى سهولة تدمير ما تبقى لهذا التنظيم من قدرات بشرية وعسكرية إن صوبت نحوه ضربات مباشرة.
وتكمن قيمة اليمن بالنسبة لتنظيم داعش والقاعدة، في وجود مكتب أم القرى التابع للإدارة العامة للولايات المتحدة والتسهيلات والروابط المالية عبر البحر الأحمر مع مكتب القرار في الصومال، وفقاً للتقرير.