في الذكرى السابعة على تحرير عدن عاصمة الجنوب الأبدية والخالدة من الغزو الحوثي – العفاشي وتحديدا في ١٧ يوليو من عام ٢٠١٥م والتي تصادف هذا اليوم؛ حلت مع الأسف الشديد مشاعر الحزن والحسرة والألم؛ عوضا عن الفرح والإعتزاز بمجد الإنتصار؛ لأن من هزموا عسكريا حينها؛ قد حل محلهم ونيابة عنهم من يقوم بواجب قهر أهلها وتعذيبهم بحرب الخدمات البشعة وقطع المرتبات وإثارة حالة دائمة من عدم الإستقرار في عدن وعموم محافظات الجنوب؛ بغية الوصول إلى حالة من الغضب الشعبي والغليان تمهيدا للفوضى العارمة التي سيركب موجتها من يخططون لإرباك الأوضاع وخلط الأوراق ناهيك عن ممارسة كل أشكال الإرهاب وزعزعة الأمن عبر المفخخات والإغتيالات وأحزمة الموت؛ ليتمكنوا من هزيمة المشروع الوطني الجنوبي؛ إذا ما نجحوا في جعل الناس تشعر باليأس الشديد والإحباط الكامل؛ وبالتالي تحميل المجلس الإنتقالي الجنوبي دون سواه مسؤولية ما يحصل كما يسوقون لذلك بين أوساط الجنوبيين وعلى مدار الساعة؛ وكأن المجلس دولة قائمة بذاتها وبيده قرار التحكم بموازنة الدولة وكل مصادر مواردها المالية أو المسيطر على مفاصل الدولة وقراراتها المختلفة!!
ولذلك فإن المسؤولية الوطنية تدعو الجميع للتحصن بالوعي والحذر الشديد لكل ما يحاك ضد الجنوب وقضيته؛ وفضح كل من يقف خلف هذه الحرب على الجنوب والمتعددة الأشكال والوسائل .
كما أن جهدا وطنيا مسؤولا وإستثنائيا وشجاعا من قبل المجلس الإنتقالي الجنوبي وبالتعاون والتنسيق والتفاهم الوطني المسؤول مع بقية القوى والأطراف الجنوبية الأخرى؛ أصبح اليوم أمر ملحا ومطلوبا وعلى نحو عاجل لوضع الأمور في نصابها المطلوب جنوبا ودون تردد وقبل فوات الآوان؛ إن لم يحصل في الأمور أمور وبما ينسجم ويستجيب سريعا لآمال وتطلعات الجنوبيين ويصون حقوقهم وكرامتهم الإنسانية والوطنية؛ بعد أن فشلت كل الجهود المخلصة مع حكومات الشرعية المتعاقبة بشأن تحسين الأوضاع ورفع معاناة الناس التي طال أمدها وعدم إلتزامها بتنفيذ الإتفاقات المختلفة معها؛ لأن موقف ( الشرعية ) ومنذ تحرير عدن كان ومازال مرتبطا بخلفيات وأهداف وأدوات سياسية خاصة بها وبمشروعها ( الوحدوي )؛ وهي التي لن تتغير كما يعتقد البعض حتى يتم الإنقضاض على مشروع الجنوب الوطني وبوسائل خشنة وناعمة وحسب مقتضيات الحاجة لذلك وبما يستلزمه أمر كهذا من مناورات وتكتيكات خادعة وماكرة؛ ومن لا يرون الأمور على هذا النحو فإنما يخدعون أنفسهم ويتمسكون بأوهام التوافق وبتحالف الضرورة المؤقت الذي تمخض عنه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي؛ وهو الذي لم يفعل شيئا يذكر مع الأسف حتى الآن وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على وجوده .