القمندان نيوز- الشرق الأوسط
دعت المملكة المتحدة أطراف النزاع اليمني لإبداء المزيد من المرونة واتخاذ قرارات في مصلحة اليمنيين.
وأوضح ريتشارد أوبنهايم، السفير البريطاني لدى اليمن، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «تمديد الهدنة (الأممية) إلى ما بعد الثاني أغسطس هو أوضح طريق لابتعاد جميع الأطراف عن الصراع واتخاذ خطوات لتحسين حياة اليمنيين».
وأضاف بالقول: «أدت هدنة اليمن إلى فوائد ملموسة للشعب اليمني، كان هناك انخفاض كبير في أعمال العنف والخسائر في صفوف المدنيين، ودخل الوقود إلى الحديدة وتم استئناف بعض الرحلات الجوية المدنية من وإلى مطار صنعاء، حان الوقت الآن للبناء على هذا التقدم».
وحثّ السفير البريطاني لدى اليمن «جميع الأطراف في النزاع اليمني على إبداء المرونة واتخاذ قرارات تستند إلى مصلحة اليمنيين الذين عانوا لفترة طويلة جداً».
وتابع: «في نهاية المطاف، لا يمكن التوصل إلى إنهاء الصراع إلا من خلال التسوية، وتمديد الهدنة».
كما عبر أوبنهايم عن الأسف لرفض الحوثيين مقترحات المبعوث الأممي الخاص لليمن بشأن فتح طرق تعز، داعياً إياهم إلى قبول المقترح الأممي الأخير الذي يصب في مصلحة الجميع، على حد تعبيره.
وقال: «أحد المجالات التي من شأنها تحسين حياة الكثيرين بشكل كبير هو التقدم في إعادة فتح الطرق، أهمها طرق تعز، ومن المؤسف أن الحوثيين رفضوا مقترحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن تعز، إنني أحثهم على إبداء مزيد من المرونة وقبول آخر اقتراح للأمم المتحدة، إن التقدم في تعز لديه القدرة على إطلاق التقدم في مجالات أخرى، وهذا في نهاية المطاف في مصلحة الجميع».
إلى ذلك، رحّبت الحكومة اليمنية بالبيان المشترك للمجموعة الخماسية بشأن اليمن الذي جددت من خلاله تأكيد التزامها القوي بوحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني.
وشددت الحكومة، في بيان صدر يوم أمس، على أهمية إلزام الميليشيات الحوثية بضرورة تنفيذ بنود الهدنة بموجب الإعلان الأممي، بما في ذلك فتح الطرقات في تعز وكل أنحاء اليمن، مؤكدة التزامها وحرصها على إنجاح جميع المساعي الرامية لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل تحت رعاية الأمم المتحدة، بناء على المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216.
وكان الاتحاد الأوروبي عبّر عن أسفه لرفض الحوثيين مقترحات المبعوث الأممي لليمن بفتح طرق ومعابر تعز المحاصَرة منذ أكثر من ست سنوات، ودعا، من جهة أخرى، أطراف النزاع في اليمن إلى تمديد الهدنة الأممية.
ويبدو أن الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة القائمة في اليمن، رغم أنها «هشّة» بحسب ما يصفها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، لكنها في الوقت نفسه «صامدة»، وهو ما فاجأ أطرافاً عديدة، حسبما قال المبعوث في كلمة سابقة له في يونيو (حزيران) الماضي.
وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بعرقلة فتح المعابر في تعز، وهو البند الوحيد الذي لم يجرِ تنفيذه رغم تسلم الجماعة مقترحاً أممياً بعد جولتي مفاوضات، فيما جرى تنفيذ بقية بنود الهدنة الأخرى وهي وقف شامل لوقف النار، واستئناف رحلات تجارية محددة من وإلى صنعاء، وتدفق ناقلات وقود إلى الحديدة. ورغم أن وقف النار يشهد التزاماً من الحكومة اليمنية والتحالف، فإن الحوثيين متمسكون بخرق الهدنة سواء بارتكاب هجمات ضد قرى مثل «الخبزة» في الضالع أو بانتشار القناصة وتنفيذ هجمات على خمس محافظات يمنية على الأقل