الثلاثاء , 22 أبريل 2025
خاص / عبدالله باصهي المهرة
في مشهدٍ يوميٍّ يتقاطع فيه مئات المركبات وألوف المشاة في شوارع مديرية الغيضة، يطلّ علينا النقيب حسين احمد المراني، مدير عام شرطة السير، بمديرية الغيضة، كرمزٍ للالتزام والابتكار في مجال التوعية المرورية، لم يقتصر دوره على تنظيم الحركة وإصدار المخالفات فحسب، بل انتقل إلى فضاء رقميٍّ جديد، محولاً “حالات واتس آب” إلى منصةٍ تفاعليةٍ جامعةٍ بين الرسالة القانونية واللمسة الإنسانية.
اعطى المراني رؤية متكاملة بين الميدان والشاشة، حيث تشهد شوارع الغيضة انتشاراً منتظماً لدوريات وأفراد شرطة السير، بالتعاون في بعض الاحيان مع مختلف المؤسسات الامنية والعسكرية ، لضبط المخالفات العشوائية ورفع مستوى الانضباط، فمن وسط الميدان الى شاشة الجوال يهتم في كل صباح ومساء، يشارك النقيب المراني عبر حالته تحديثات، تشمل آخر القرارات: مثل مارصد اليوم من تفعيل غرامات قطع الإشارة الضوئية التي تصل إلى 100 ألف ريال، واستمرار إجراءات حجز الدراجات النارية، وتنبيهات لعكس السير.
فمن خلال الواتس أب او مجموعة التوعية المرورية يبعث برسائل مؤثرة: تتخللها عبارات تحفيزية مثل: “التزامك قانون، وحمايتك حياة”، “خطوة واحدة خاطئة قد تُغيّر مصير أسرة”
و “كن جزءاً من ثقافة الأمان”
يدرج النقيب المراني في كل حالة نصاً او صورة توضيحية عن التعميم الرسمي الصادر عن إدارة شرطة السير بالمحافظة، ما يعزز الثقة ويتيح للمتابعين الاطلاع المفصل، الى جانب ذلك يردّ على الاستفسارات المباشرة، ويُشرك المجتمع المحلي بملاحظاتهم، في نموذجٍ تفاعليٍّ يُشعر المواطن بأنه شريكٌ لا متلقٍّ فقط.
من جانب آخر وجد هناك أثر ملموس في السلوك المروري، من حيث انخفاض معدل المخالفات لتسجل مديرية الغيضة انخفاضاً ملحوظاً في الحوادث والوعي بعدم قطع الإشارة والعكس المفاجئ، لذا أصبحت “الحالة اليومية” للمراني نقطة نقاش بين الأسر والمجموعات، وبالدور الإلكتروني والرقمي الذي يقوم به.
ان تجربة النقيب حسين المراني في دمج العمل الميداني مع الأدوات الرقمية تشكل نموذجاً رائداً لمديريات شرطة السير في المحافظات الأخرى، فهي تبيّن كيف يمكن للإبداع والتخطيط الاستراتيجي أن يحوّلا الرسائل القانونية الجامدة إلى حوارٍ حيٍّ ومباشر مع المجتمع.
في النهاية، لا يقتصر نجاح هذه المبادرة على انخفاض الأرقام الإحصائية، بل في إرساء ثقافةٍ جديدةٍ للسلامة المرورية، تجعل من كل مواطنٍ عنصراً فاعلاً في حماية الحياة والممتلكات، وهنا يثبت النقيب حسين المراني أنّ القيادة الحكيمة لا تكتفي بإصدار الأوامر، بل تبتكر السُبُل التي توصل الرسالة إلى القلب قبل العين.
اعلامي جنوبي
أبريل 21, 2025
أبريل 21, 2025
أبريل 21, 2025
أبريل 21, 2025