مقال هند العمودي

الجنوب ليس أرضًا فقط، بل هو تاريخ من الصمود، وكرامة لا تُساوم، وهوية لا تتجزأ. لن نفرّط بشبرٍ واحد من ترابه، لأن كل ذرة فيه رُويت بدماء الشهداء، وكل جبل فيه يروي حكايات البطولة والتحدي. هذه الأرض لم تُمنح لنا على طبق من فضة، بل انتُزعت من بين أنياب المحتلين، وحُفظت بعزيمة الرجال ودموع الأمهات.

جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس. اليوم نقف على أرضٍ يعرفها العالم جيدًا، جنوبٌ رسم حدوده بدم الأبطال، لا يُفرط ولا يلين. تغيّرت المعادلات، وتبدّلت الموازين، لكن ثوابتنا لا تتغير. اليوم لدينا جيل لا يهاب الموت، يعرف حقه، ويؤمن بوطنه، ويملك من الوعي ما يكفي لتمييز العدو من الصديق.

جنوب اليوم هو جنوب السيادة، جنوب القرار، جنوب الكرامة. هو الجنوب الذي لا يقبل الخنوع، ولا يعترف بالمساومات. نقولها بصوتٍ عالٍ: نحن هنا، ثابتون، مرابطون، لا تراجع، ولا تفريط، ولا تنازل. ومن يراهن على انكسار الجنوب، فليعد حساباته، لأن رهان الهزيمة خاسر أمام إرادة لا تنكسر.

التاريخ لا يرحم المتخاذلين، ونحن لسنا منهم. الجنوب أمانة في أعناقنا، وسنحفظه كما حفظه من سبقونا، ونورثه لمن بعدنا بكرامة وعنفوان. فليعلم الجميع، أن كل من يفكر بالمساس بهذه الأرض، إنما يوقّع على شهادة فشله.

نقسم أن نبقى على العهد، أو نموت دونه. فالجنوب ليس للبيع، ولا للمقايضة. الجنوب قدرنا، ومجدنا، وسندافع عنه حتى النهاية.