الأربعاء , 16 أبريل 2025
د. أمين العلياني
من المستفيد فيما يجري من تقويض الأمن وتمزيق الهوية الجنوبية في محافظات الجنوب المحررة في مرحلة حساسة وفاصلة من خلال تشكيل كيانات تظهر بطوابع قبلية أو تحالفات جهوية، تظهر في أحقية مطالبها تحقيق مشاريع حقوقية وتبطن تحتها نوايا سياسية ممولة من أجندات حزبية شمالية ماليًا ومساندات خارجية تشريعيًّا، بهدف التمزيق والإعاقة للوحدة الجنوبية واستحقاقاتها السياسية، في الوقت الذي يجب أن يظهر هذا الوعي والدعم لتشكيلات وكيانات بطوابعها القبلية والحزبية والدينية في مواجهة العدو الحوثي المشترك، لكي تعمل على توحيد الجهود والسير بها نحو صنعاء، بمساندة ودعم ماليًا ولوجستيًا وتشريعيًا من التحالفات الدولية والإقليمية والأطراف الشمالية نفسها، لأن ما يتراءى اليوم في تشكيلات بمختلف التوجهات التي لا تخدم الجهود في سبيل تحرير صنعاء بقدر ما يؤشر على تمزيق وحدة الهوية الجنوبية في محافظاته المحررة، وهذه التناقضات بالتأكيد مؤشر واضح أن المستفيد الأول منها الحوثي المدعوم والمسنود إيرانيًا والمتخادم أخوانيًّا.
والمتأمل في مسار الجهود الأمريكية المتناسقة مع التوجهات الإقليمية في تحرير صنعاء وتقليم أظافر الحوثي يقابله بصورة واضحة تمويل وتصدير ومساندة وتخطيط لنشر الفوضى في محافظات الجنوب من خلال تشكيل كيانات ومكونات ذات طوابع هوياتية من نخب سياسية حزبية معلنة الولاء لمشاريع شمالية تعلن ظاهريًّا بمطالب حقوقية، لكن هدفها تمزيق الجنوب، بالوقت الذي يجب أن يتشكل هذا الوعي، ويدار في مسار تمزيق حواضن الحوثي القبلية الكبيرة التي هي أساس عميق وكبير لحواضن قوى الشرعية اليمنية الشمالية التي صارت خط الدفاع الأول للمشروع الحوثي إذا قورنت بقلة الحوثيين المؤمنين بفكرة الأحقية بالحكم بالاستحقاق الإلهي بالولاية التي تدعمها إيران*
ولكي يعرف القارئ الكريم في الجنوب المتحالف مع القوى اليمنية الشمالية بوعي أو دون وعي أو حتى الذين يزعمون أنهم بما يقومون به من تمويلات هدفها تمزيق المشروع الجنوبي سواء أكان يمنيًّا شماليًّا أم عربيًا أم إقليميًّا أم ودليًّا ام أحزاب ام مؤسسات وتنظيمات ام مناصرات إعلامية لا يقدر أن يغير قناعات الناس من هويتها الجامعة بعد أن مورس بحق الجنوب الضم والالحاق والتهميش والنهب والسلب والنهب والتعذيب والقتل والتفجيرات لمحددات اعتبارية اهمها اللغة والثقافة والمدينة والتجانس والولاء والهوية والانتماء والتاريخ والتراث والسيادة والمكونات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والروابط الإجتماعية والقدرة على حماية المكتسبات والحدود والممرات الدولية والمواقع الاستراتيجية وتوحيد الاصطفاف الوطني الجامع.
ومن باب التعريف أحب أن أضع القارئ من أن الجنوب دولة بحدودها وهويتها وسيادتها الذي يجسدها مشروع نضال ونظام فيدرالي رسمت حدوده دماء زكية لقوافل من الشهداء على مختلف المستويات منها:
هل يُراد تفتيت الجنوب؟
الخلاصة:
استحقاقات المرحلة:
1.الجنوب أمام خيارين: إما أن يصبح طرفًا مباشرًا في المفاوضات الدولية (ككيان مستقل) كما حققه المجلس الانتقالي والجنوبي في مفاوضات الرياض (1*2)، وإذا ظلت الكيانات الجنوبية التي تمولها الأحزاب اليمنية في تمزيق الصف الجنوبي فالأمر لا يخدمهم ككيانات تريد لذواتها الشخصية وهي موالية ضمنيا لأحزاب صنعاء، فالحل سوف يتجاهلهم والاستحقاق سيكون لصالح اليمن الشمالي الذي استخدم معاداتك أيها الجنوبي لأخيك الجنوبي كأداة يظل يمارس علي وفقها ضغوط الخنوع لك بالطريقة التي مارسها عليك وعلي وكل جنوبي منذ عام 1994م حتى الآن.
فالذي نهب ثرواتك في عهد حكمه لك وجعل من انتصاره عليك بان ينظر أن قتل الوحدة بالنسبة له خيانة وردة تخرجك عن إسلامه السياسي فهو في المستقبل ينهبها عقودا من الزمن ويهيمن عليها لانه يراها بنظرته الشمالية الاستعلائية مستحقًا شرعيًا ودستوريًا ويراك مجرد أداة نفذت مشاريع مزقت بها ارضك بفلوس مقبوضة وتصبح وعوده في وقوفك معه لتحقيق مطالبك وهمًا.
ما يجب أن يفهم بموضوعية :
الجنوب لم يعد جزءًا من معادلة صنعاء، وصنعاء لم تعد قادرة على حكمه أبدًا.
والأسهل والأنسب هو التفكير بالحلول التي تحفظ للشعبين كل واحد على حده ليخلق روحًا تنافسيًا قائمًا على الاقتصاد والتنمية وبناء الإنسان، و أي حل دون الاعتراف بهذه الحقيقة سيكون إعادة لإنتاج الأزمات إلى أن تقوم الساعة.
لأن بداية الحل تبدأ من مسوغات تقبل فكرة الاعتراف أن شريكي بهذه الوحدة ظلم وقتل ونهب واقصي واستباح كل شيء لصالحه، وعوائله وقبائله ومشائخه على حساب شريك كان يرى في الوحدة معه شراكة ندية على أمل العدل والمساواة والحرية والكرامة والعروبة معًا، لكن صار كل تفكيره هو كيف يحول الندية في شراكة الوحدة إلى حروب وغزوات وفتوحات ومسيرات قرآنية لكوني شوعيًا انفصاليًا، إرهابيًا، ومرتدًا دينيًا،.
فارجاع الحق إلى أهله والاعتراف بالظلم لشريك لك في الوحدة هو الحل العادل وما دون ذلك إلا أن تصبح معها محددات الدفاع عن الأرض والدين والعرض والوطن شهادة في سبيله، وخلودًا في التضحية واعتزازًا في الانتصار.
اعلامي جنوبي
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025
أبريل 15, 2025