الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز– صحف
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الاثنين، آخر تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا، وسط حديث عن أن ”حرب استنزاف اقتصادية“ تضر بالغرب كما روسيا، في خضم التضخم الناتج عن العقوبات ضد موسكو.
وناقشت الصحف أيضا، الأزمة السياسية في بريطانيا، حيث اعتبرتها بمثابة ”فرصة كبيرة“ قد تستغلها روسيا لتحقيق مكاسب في حربها على أوكرانيا في ظل انشغال لندن ”حليف كييف القوي“ في البحث عن رئيس وزراء جديد بعد استقالة بوريس جونسون.
وكذلك سلطت صحف الضوء على سياسة العقوبات التي كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن التعامل مع طهران، والتي رأت أنها ”لن توقف تطوير السلاح النووي الإيراني في نهاية المطاف“، داعية الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ ”تدابير أكثر صرامة“ ضد النظام الإيراني.
”حرب استنزاف“
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”حرب الاستنزاف“ الاقتصادية بين روسيا والغرب، ”تضر الجانبين بشدة، حيث تتصاعد التكاليف على كلا الطرفين بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات وتكتيكات موسكو إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة“.
ونقلت الصحيفة عن محللين اقتصاديين، قولهم إن ”روسيا تبدو هي من تعاني بشكل كبير، حيث من المتوقع أن ينكمش اقتصادها بشكل حاد هذا العام، كما ارتفعت تكلفة المعيشة بشكل كبير، مع هروب مئات الشركات الأجنبية“.
وأضاف المحللون أنه في المقابل ”تتكبد الولايات المتحدة وأوروبا أيضا تكاليف باهظة، خاصة من خلال ارتفاع أسعار الطاقة التي من المرجح أن ترتفع أكثر هذا الشتاء“، مشيرين إلى أنه ”من المتوقع أن تتصاعد البطالة أيضا، حيث تستجيب البنوك المركزية لضغوط التضخم تلك برفع أسعار الفائدة“.
وأشارت إلى أن ”الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد من سيكتسب النفوذ في تلك الحرب الاقتصادية، حيث تكافح روسيا للعثور على واردات لجيشها واقتصادها، بينما تناور الدول الغربية لاستبدال الطاقة الروسية“.
وبحسب الصحيفة فإن ”الفائز في هذه الحرب الاقتصادية هو من يقدر على تحمل التكاليف الباهظة“.
وقال أستاذ الاقتصاد المشارك بجامعة ”بيتسبرغ“ والمسؤول السابق في الحكومة الأوكرانية، تيموفي ميلوفانوف، إن ”روسيا تختبر الغرب، والأخير يرد بالمثل.. إنها حرب استنزاف، ليس فقط لأوكرانيا وروسيا في مسرح الحرب، ولكن من أجل العزيمة الأخلاقية لروسيا والغرب“.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ”ضربوا روسيا بعقوبات غير مسبوقة“، بما في ذلك قيود على المعاملات مع بنكها المركزي والسفر والتجارة والاستثمار الأجنبي، من بين تدابير أخرى في أوائل الحرب، حيث قال مسؤول أمريكي آنذاك، إن الهدف كان ”تكبيد روسيا تكاليف باهظة مع تجنب التداعيات غير المرغوب فيها على الولايات المتحدة أو الاقتصاد العالمي“.
لكن الصحيفة رأت أن ”أداء روسيا فاق توقعات إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي قال في أواخر مارس الماضي، إن الروبل تحول على الفور تقريبا إلى أنقاض.. الاقتصاد الروسي في طريقه إلى الانقطاع إلى النصف“.
وأوضحت الصحيفة أن ”الروبل تراجع في البداية لكنه تعافى بفضل زيادات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الروسي، وضوابط رأس المال، وزيادة الصادرات، وانخفاض الواردات.. لا ترى أكثر التوقعات تشاؤمًا أن إنتاج روسيا يتقلص بقدر ما اقترحه بايدن“.
وأضافت ”لقد أضرت العقوبات من بعض النواحي بالدول التي فرضتها، وساعدت روسيا في المقابل. فضلا عن ذلك، يساهم التضخم المرتفع في الصراع السياسي في الدول الغربية“.
واختتمت ”وول ستريت جورنال“ تقريرها بالإشارة إلى أن ”رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، قدم استقالته بسبب الخلافات حول كيفية الرد على الحرب، وفقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أغلبيته البرلمانية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، واستقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا الشهر تحت ضغط القلق من أن الفضائح ستعيق قدرة الحكومة على الاستجابة للتضخم“.
بوتين والأزمة البريطانية
نقلت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية، عن أحد المحللين السياسيين، قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”سيستغل عدم الاستقرار السياسي“ في لندن، وهي حليف رئيسي لكييف، للدفع بحملته العسكرية في أوكرانيا إلى أبعد مدى ممكن.
وفي هذا الشأن، قالت مارينا ميرون، وهي خبيرة في الاستراتيجيات العسكرية، للصحيفة إن بوتين، ”سيتطلع بشكل مطلق إلى استغلال الاضطرابات السياسية في بريطانيا في خضم استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي أكد أن قراره لن يؤثر على دعم بلاده لأوكرانيا“.
وأضافت ميرون، وهي باحثة في ”مركز الأخلاقيات العسكرية“ البريطاني، في حديثها: ”إنها فرصة عظيمة لروسيا، خاصة في ميدان معركة المعلومات. وحتى قبل الوضع برمته في أوكرانيا، كان معروفا أن روسيا تستغل عدم الاستقرار السياسي في أي بلد، سواء كانت فرنسا أو الولايات المتحدة“.
وأوضحت الخبيرة العسكرية أن الوضع في بريطانيا ”فرصة عظيمة، لأن أقوى سلاح في العقيدة الروسية هو المعلومات.. إنهم يؤكدون ذلك في كثير من الكتابات العسكرية“.
وتابعت أن ”الفشل في إيقاف آلة الحرب الروسية، سيكون نقطة ضعف تعمل لصالح الكرملين“، وقالت: ”هذا هو المكان الذي ستحاول فيه روسيا التدخل واستغلال ذلك في عمليات المعلومات“.
واستطردت بالقول: ”بريطانيا مشغولة بالسياسة الداخلية. وبالرغم من أنني من أكبر الداعمين لأوكرانيا، إلا أنه إذا كنت في وضعهم (الروس)، ربما كنت سأستغل ذلك في
ساحة المعركة“.
وكان جونسون قد أشرف على ما يقرب من 4 مليارات جنيه إسترليني من المساعدات المالية التي وصلت أوكرانيا من لندن.
في المقابل، نقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن رئيس أركان الدفاع البريطاني توني راداكين، قوله إن ”الزعيم الروسي غير قادر على رفع الروح المعنوية لدى قواته التي تعاني منذ فترة“.
وأضاف راداكين: ”هناك بعض القوات الروسية التي من الواضح أنها فعالة وهي تتقدم على الأرض وتحقق نجاحا، لكن القوة الإجمالية تكافح من حيث أعدادها، وبشكل خاص من حيث معنوياتها“.
وأوضح راداكين أن ”موسكو سعت لحشد قوات الاحتياط دون نجاح عسكري.. إنهم يضطرون إلى الذهاب إلى المناطق الريفية في روسيا لأن الناس يتجنبون الاستدعاء في المدن“.
عقوبات بايدن.. وإيران
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن استراتيجية العقوبات التي أقرها الرئيس الأمريكي ”لا يمكنها أن توقف تطوير سلاح نووي إيراني“، مشيرة إلى أن ”هناك أسبابا متعددة لفشل تلك السياسية، أبرزها التقارب الإيراني مع روسيا والصين“.
وذكرت المجلة أن ”النظام الإيراني أصبح بارعًا جدًا في التهرب من العقوبات، إما بمفرده أو بمساعدة الصين وروسيا“، معتبرة أن ”هذا التحالف الذي يخرق العقوبات يفسر سبب عدم تعجل طهران في إعادة التفاوض بشأن إحياء الاتفاق النووي، أو ما يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة“.
وقالت: ”فرضت إدارة دونالد ترامب عقوبات ساحقة على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، لكن طهران ردت بالمضي قدما في تخصيب اليورانيوم وسرعتها، حيث جمعت 43.1 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بحلول أيار/ مايو الماضي“.
وأشارت المجلة إلى أن هناك أسبابا متعددة لفشل استراتيجية العقوبات، قائلة: ”أولا، قرر بايدن، الذي كان يائسا لإعادة العمل باتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة، تخفيف العقوبات التي كانت قائمة في عهد ترامب.. ونتيجة لذلك، سمح ضمنيا لإيران ببيع أكثر من 780 ألف برميل يوميا من النفط إلى الصين“.
وأضافت: ”ثانيًا، أصبحت إيران بارعة جدًا في التهرب من العقوبات بمفردها وبمساعدة الصين وروسيا.. لقد أنشأ النظام محاور وشبكات متعددة من الأفراد والشركات في جميع أنحاء شرق آسيا، بما في ذلك في هونغ كونغ وفيتنام وسنغافورة ودول أخرى تساعد في توصيل المنتجات البترولية والبتروكيماوية إلى الصين“.
وتابعت: ”أنشأت إيران نظامًا مصرفيًا سريًا يمكنها من التعامل مع مليارات الدولارات (80 مليار دولار سنويًا، وفقًا لبعض التقديرات) لتجنب استخدام نظام سويفت العالمي.. ويساعد هذا النظام -المؤلف من البنوك التجارية الأجنبية والشركات الأمامية وغرفة مقاصة المعاملات- على نقل الأموال الإيرانية“.
وقالت: ”ثالثا، ساهمت الحرب الأوكرانية في تسريع شراكة إيران الوثيقة مع الصين وروسيا، وكانت دورًا أساسيًا في تكتيكات خرق العقوبات، حيث وقعت الدول الثلاث بالفعل اتفاقيات اقتصادية طويلة الأجل.. وقطعت إيران خطوات كبيرة نحو الاندماج في البنية التحتية الاقتصادية التي تقودها الصين وروسيا“.
وعن التدابير اللازمة لمواجهة الخطر الإيراني المتزايد في المنطقة، دعت المجلة الأمريكية إدارة بايدن، إلى ضرورة الاستمرار في معاقبة النظام الإيراني وتوسيع معاقبة الشركات الصينية والروسية التي تتعامل مع إيران.
وتابعت: ”يجب أن تدعم الإدارة تحالف الدفاع الجوي العربي الإسرائيلي للشرق الأوسط لمواجهة التهديدات من الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار الإيرانية وأنشطته المزعزعة للاستقرار“.
واختتمت ”ناشيونال إنترست“: ”إذا واصل النظام الإيراني تقدمه النووي، يجب على واشنطن تزويد إسرائيل بقنبلة خارقة للتحصينات، يقال إنها قادرة على تدمير منشآت التخصيب الإيرانية تحت الأرض مثل منشأة فوردو.. حيث إن امتلاك ترسانة نووية من شأنه أن يحمي النظام من الرد على أفعاله لزعزعة استقرار المنطقة“.
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 18, 2024