الثلاثاء , 1 أبريل 2025
قرار تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي ليس مجرد مزاج أو نشوة سياسية، بل هو قرار مدروس يتواكب مع المحيط الإقليمي لدولة الجنوب، أسوة بما هو حاصل في دول مجلس التعاون الخليجي. هذه التشكيلة، وبما لا يدع مجالًا للشك، فإن الداعم الرئيسي لها هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. الغرض منها هو إحياء وإعادة تفعيل دور المشايخ والسلاطين في المشهد السياسي الجنوبي، بعد أن تم تهميشهم والقضاء على دورهم في إدارة شؤون الجنوب العربي، كلٌ من موقعه وسلطنته ومشيخته منذ عشية الاستقلال. وكان البديل لهم هو يمننة الجنوب العربي، وهو يُعد البديل الأسوأ. وهنا كان الخطأ التاريخي في طمس هوية الجنوب العربي واستبدالها بهوية غير هويته التاريخية الأصيلة.
إن تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي، في اعتقادي الشخصي، هو لغرض العزوف عن الإيديولوجية الحزبية التي كانت سائدة منذ عام 1967م، والتي كان يمقتها المحيط الإقليمي والعربي والإسلامي. بغض النظر عن إيجابياتها وسلبياتها، إلا أنها لم تتواكب مع واقعنا العربي والإسلامي، وعانى منها شعبنا الكثير من الأزمات وعدم الالتفات إلى مطالبنا السياسية، خاصة بعد اجتياح قوات الشمال للجنوب في حرب صيف 1994م.
ولهذا يجب أن نعود إلى موقعنا الطبيعي من خلال القبول ببعضنا البعض كجنوبيين، وبما يتواكب مع محيطنا الإقليمي باعتبارنا جزءًا لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية.
هناك من يحلل ويفكر ويقول إن هذا القرار سيعيدنا إلى ماضي السلطنات والمشيخات. وهذا النوع من التفكير يُعتبر تفكيرًا سلبيًا. فلماذا لا نفكر بشكل إيجابي ونقول إن تلك المشيخات والسلطنات كانت تمثل اتحاد الجنوب العربي، وهذا تاريخ لايمكن تجاوزه ، وأن كل مشايخها وسلاطينها هم جزء من النسيج الجنوبي العربي، ولهم الحق بأن يكونوا ضمن التشكيلة الجديدة للجنوب، أسوة ببقية أبناء الجنوب، والقبول بكل ألوان الطيف الجنوبي. كي لا نقصي أحدًا من أبناء الجنوب تحت شعار “الجنوب يتسع لكل أبناء الجنوب المؤمنين بحرية واستقلاله”.
لهذا فإن قرار تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي قرار حكيم وموفق، والأيام كفيلة بإثبات ذلك.
ناجي الجحافي
أبريل 1, 2025
مارس 29, 2025
مارس 28, 2025
مارس 22, 2025