ما الذي ميّزك عن باقي قيادات الجنوب حتى يحبك الناس؟ لم تكن أدهاهم سياسياً! ولا أشهرهم صيتاً! ولا حتى أكثرهم شعبية!
لكن الناس التفت حولك لسبب مهم!
أنهم رأوا لأول مرة قائد يشبههم! يشبه فقرهم قوّتهم صلابتهم نزاهتهم مقاومتهم إخلاصهم حبهم لوطنهم! هذه الصفات هي رأس مالك ورصيدك في قلوب هذا الشعب!
سيادة الرئيس:
أين موقعك اليوم من قلوب الناس؟
إنني اسألك عن الناس المطحونين في الشوارع لا الذين يجلسون بجانبك بكرفتات وفي مقايل القات.
لا أحدثك عن عشاق اللقطة الذين يتممون بالتحية العسكرية أمامكم وبعضهم عصابات أراضي وقطاع طرق وبلطجة.
هؤلاء لا يشبهوننا، وهؤلاء لا يكترثون بك ولن يكونوا على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل وطنهم فقد صار لديهم ماهو أغلى وأهم من ارصدة بنكية وشقق وأراضي … الخ.
سيادة الرئيس:
فتِّش عن أصوات وجع الناس ولا تركن للأسوار التي بناها حولك بعض بطانتك الذين أصموا آذانك عن هموم ومعاناة الناس.
نعم الناس ستصبر! لكن:
يجب أن يتساوى الجميع بالصبر! القائد والعسكري، المسؤول والمواطن، يجب أن يذوق الجميع مرارته ومعاناته! حينها سيكون لدعوات الصبر منطق!
إننا نناصحك لله سيادة الرئيس!
ونذكّرك أنك حُمّلت أمانة نسأل الله أن يعينك عليها وأن أول ما تعين به نفسك أن تحيطها ببطانة صالحة.
وما نراه حولك لا يشبهها من قريب ولا بعيد ..
اللهم بلغت اللهم فاشهد.