الإثنين , 24 فبراير 2025
القمندان نيوز| تقرير: فاطمة اليزيدي :
تعيش العاصمة عدن، ومعها محافظات الجنوب، أوضاعًا إنسانية واقتصادية صعبة، حيث تتفاقم معاناة المواطنين يومًا بعد يوم بسبب تدهور الخدمات الأساسية، والانهيار الاقتصادي المتسارع، وغياب مصادر الدخل، مما يهدد بكارثة إنسانية تلوح في الأفق.
ورغم ما يزخر به الجنوب من ثروات طبيعية كان يفترض أن تنعكس إيجابًا على حياة سكانه، إلا أن جماعة الإخوان، التي تسيطر على مفاصل الحكومة الشرعية، لا تزال تمارس سياسات ممنهجة لاستنزاف مقدرات الجنوب وإغراقه في أزمات متلاحقة ضمن سياسة عقاب جماعي.
إحدى أبرز الأزمات التي أضيفت مؤخرًا إلى معاناة المواطنين في الجنوب هي أزمة نقص الغاز المنزلي، والتي ترافقت مع أزمة مفاجئة في المشتقات النفطية، ما أدى إلى إغلاق العديد من محطات الوقود في عدن، متسببًا في موجة من القلق بين سائقي المركبات والمواطنين على حد سواء. هذه الأزمات ليست مجرد حوادث عابرة، بل تعكس واقعًا من التضييق الممنهج الذي تمارسه قوى معادية ضد الجنوب، مستغلة الحاجة الماسة لهذه الخدمات الأساسية.
لا تقتصر معاناة الجنوب على الأزمات الاقتصادية فقط، بل تمتد إلى ما يُعرف بـ”حرب الخدمات”، وهي سياسة ممنهجة تتبناها القوى اليمنية المعادية لإضعاف الجنوب وزعزعة استقراره. فمنذ سنوات، تتعرض عدن لحملة استهداف واضحة تهدف إلى تأليب الرأي العام ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وتحميله مسؤولية الإخفاقات، وذلك في محاولة لتهيئة المناخ أمام عودة قوى الإرهاب والمليشيات الحوثية.
وفي هذا السياق، تتواتر الأنباء عن مخططات خبيثة تسعى لتشويه صورة المجلس الانتقالي، واتهامه بأنه المسؤول عن التدهور الاقتصادي والمعيشي، رغم أن المجلس، وإن كان شريكًا في السلطة، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في ظل تحكم قوى أخرى بمفاصل الدولة.
يحمل العديد من الناشطين والسياسيين حكومة الشرعية، التي تهيمن عليها جماعة الإخوان، المسؤولية الأولى عن معاناة الجنوب، متهمين إياها بنهب ثرواته وإغراقه في أزمات متزايدة.
وأشاروا إلى أن بعض المحافظات الجنوبية تخضع لاحتلال إداري من قبل الإخوان، بينما تسعى الجماعة إلى فرض سيطرة عسكرية على محافظات أخرى، وذلك ضمن مخطط يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب.
وأكد الناشطون أن هذه القوى لا تكتفي بإحداث الفوضى، بل تعمل أيضًا على نهب مقدرات الجنوب لصالح قياداتها، ما يفاقم من الأعباء المعيشية على المواطنين.
رغم كل هذه التحديات، يبقى المجلس الانتقالي الجنوبي الصوت الأبرز المعبر عن إرادة وتطلعات شعب الجنوب، إذ يواجه تحالفات معادية تسعى لإضعافه، محليًا وإقليميًا ودوليًا. وعلى الرغم من وجوده في السلطة الشرعية، إلا أن دوره أشبه بدور المعارضة التي تكافح من داخل النظام من أجل إيصال صوت الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية.
إن تواجد المجلس الانتقالي داخل السلطة يتيح له مواصلة النضال من أجل حقوق الجنوبيين، من خلال مسار تصاعدي يبدأ من القاعدة الجماهيرية وصولًا إلى مراكز صنع القرار، بما يضمن حضور القضية الجنوبية على المستويين الداخلي والخارجي.
لا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يبذل جهودًا كبيرة لتحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب، رغم العراقيل التي تضعها القوى المعادية. ويظل الأمل معقودًا عليه في تصحيح مسار إدارة البلاد، فإن نجح فسيكون ذلك انتصارًا لشعب الجنوب، وإن واجه عراقيل تمنعه من تحقيق أهدافه، فإنه لن يقف مكتوف الأيدي، بل سيظل مدافعًا عن تطلعات شعبه.
لقد وجد المجلس الانتقالي ليكون صوت الجنوبيين، وحاملًا لمشروعهم الوطني التحرري، الساعي لاستعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990، وهو الهدف الذي لن تحيد عنه إرادة الشعب الجنوبي، مهما كانت التحديات
فبراير 24, 2025
فبراير 24, 2025
فبراير 24, 2025
فبراير 24, 2025