الخميس , 2 يناير 2025
كتب/ منصور صالح
في سياق المواجهات المتصاعدة بين إسرائيل وجماعة الحوثي، تبرز خطط تل أبيب لإعادة رسم استراتيجيتها العسكرية في اليمن. ووفقًا لما نشرته صحيفة معاريف، فإن إسرائيل تدرس فرض حصار بحري وجوي على الحوثيين لقطع شرايين الإمدادات الإيرانية، وسط استمرار الضربات الجوية التي لم تحقق الأهداف المرجوة، وفق مصادر إسرائيلية. شبكات تهريب معقدة وأظهرت تقارير دولية أن الحرس الثوري الإيراني يلعب دورًا محوريًا في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر شبكات بحرية معقدة. تبدأ هذه العمليات من الموانئ الإيرانية إلى دول أفريقية مطلة على البحر الأحمر، ومنها إلى ميناء الحديدة اليمني. وتجعل هذه التدفقات العسكرية من الحوثيين تهديدًا إقليميًا متزايدًا، ما يدفع إسرائيل للتفكير بفرض حصار شامل بالتعاون مع دول أخرى. ويؤكد الباحث السياسي منصور صالح في حديث لكاي نيوز عربية أن المواجهة مع الحوثيين تختلف جذريًا عن تلك مع حماس أو حزب الله. يقول صالح: “الحوثيون يمثلون تحديًا أكبر لإسرائيل بسبب طبيعتهم كعصابة، وسلاحهم غير التقليدي، بالإضافة إلى التعقيدات الجغرافية لليمن.” وأضاف أن الوصول إلى اليمن يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، مما يجعل استهداف الحوثيين عملية معقدة مقارنة بمسرح العمليات في غزة أو جنوب لبنان. تشير التقديرات إلى أن أي حصار شامل قد يكون سلاحًا ذو حدين. يوضح صالح أن: “الحصار المفروض على الشعب اليمني سيزيد معاناته، لكنه لن يؤدي بالضرورة إلى تقويض قدرات الحوثيين، الذين يستخدمون شبكات تهريب متطورة.” وتابع أن الحصار الذي يخطط له الإسرائيليون قد يتسبب بتفاقم الأزمة الإنسانية، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غاضبة ليس فقط من الداخل اليمني، ولكن أيضًا من المجتمع الدولي. الحوثيين وإسرائيل قد يكون جزءًا من حملة دعائية متبادلة، حيث تسعى إسرائيل لتصوير نفسها كضحية أمام الغرب، مما قد يسهم في زيادة الدعم العسكري والاستخباراتي لها. على الجانب الآخر، تستغل جماعة الحوثي هذه الضربات لتعزيز مشاعر التعاطف الداخلي، حيث إن أي اعتداء إسرائيلي يثير حساسية كبيرة لدى الشعب اليمني والعرب عمومًا. الأثر على الداخل اليمني فيما يتعلق بالسكان في المناطق الخاضعة للحوثيين، أشار صالح إلى أن القمع الذي تمارسه الجماعة جعل من الصعب تشكيل جبهة داخلية موحدة ضدها. يقول صالح: “هناك حالة من الاستسلام بين السكان، ليس حبًا في الحوثيين، بل بسبب القمع والانتهاكات.” وأضاف أن عدم ثقة اليمنيين في الحكومة الشرعية، بالإضافة إلى الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي، زادت من تعقيد المشهد الداخلي. تداعيات التدخل الإسرائيلي من الناحية الإقليمية، قد يؤدي التدخل الإسرائيلي في اليمن إلى تعقيد الصراع، حيث يمكن أن يمنح الجماعات المترددة في الداخل اليمني مبررًا لعدم الانضمام إلى جبهة موحدة ضد الحوثيين. ويشير صالح إلى أن بعض القوى الشمالية داخل اليمن ترفض القتال ضد الحوثيين، ما يفاقم حالة الانقسام. يبدو أن إسرائيل تجد نفسها أمام معضلة حقيقية في التعامل مع الحوثيين، إذ أن فرض الحصار البحري والجوي قد يزيد من التوتر الإقليمي، ويضع تل أبيب في مواجهة تحديات إنسانية وأمنية كبيرة. ومع استمرار إيران في دعم الحوثيين، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها الاستراتيجية دون التورط في مستنقع جديد؟
اعلامي جنوبي
يناير 2, 2025
يناير 2, 2025
يناير 2, 2025
يناير 2, 2025