في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي يشهدها الجنوب، أطلق سياسيون وناشطون جنوبيون حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج #الانتقالييحميمكتسبات_الجنوب. تأتي هذه الحملة في وقت حساس يعكس الموقف الصارم للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الرافض لاستمرارية الأوضاع الراهنة التي تعيق تطلعات شعب الجنوب.
انسحاب الرئيس الزُبيدي من اجتماع مجلس القيادة الرئاسي يعكس موقفاً وطنياً حازماً يهدف إلى تصحيح الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والأطراف اليمنية. هذه الشراكة، التي طالما تعثرت بسبب العراقيل المتعمدة من الشركاء الشماليين، تتطلب إعادة ترتيب الأولويات وتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض بما يضمن مكافحة الفساد، وفتح ملفات الفساد منذ انطلاق عاصفة الحزم في 2015 وحتى اليوم.
التقاعس الواضح من الأطراف الشمالية في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية، ومحاولات الالتفاف على حقوق الجنوب، كشف عن عدم وجود جدية حقيقية في بناء شراكة تقوم على التوازن والاحترام المتبادل. في المقابل، أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي التزامه بمطالب شعب الجنوب، من خلال استراتيجيات شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، بناء المؤسسات، وتحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.
مطالب أبناء حضرموت بإخراج ميليشيا المنطقة الأولى وفقاً لاتفاق الرياض تؤكد أن الشعب الجنوبي يقف خلف قيادته بثبات. هذه الميليشيات التي ثبت ارتباطها بميليشيا الحوثي الإرهابية تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار الجنوب وأمنه، كما أن محاولة الالتفاف على هذه المطالب عبر تعيين قيادات جديدة لهذه المنطقة لن تُقابل إلا بالرفض القاطع.
إن المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنذ دخوله الشراكة في السلطة، أكد أن هدفه تحقيق استقرار الجنوب، تحسين الخدمات الأساسية، وتعزيز التنسيق العسكري لمواجهة الميليشيات الإرهابية. لكن استمرار العراقيل من الأطراف الشريكة يحول دون تحقيق هذه الأهداف، ويكشف عن محاولات متعمدة لإبقاء الجنوب في حالة ضعف وترهل.
اليوم، يقف شعب الجنوب صفاً واحداً خلف قيادته ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي أكد للعالم أجمع أن حقوق الجنوب وخياراته السياسية المشروعة ليست قابلة للتفاوض أو المساومة. موقف المجلس الانتقالي الجنوبي واضح وصريح: لن يُقبل باستمرار الوضع الراهن، ولن تكون هناك شراكة إلا على أساس احترام إرادة شعب الجنوب.
الرسالة للجميع واضحة. الجنوب لن يعود إلى الوراء، والمجلس الانتقالي مستمر في الدفاع عن مكتسبات الجنوب، واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.