الجمعة , 22 نوفمبر 2024
القمندان نيوز – العرب
يحاول العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لفت الانتباه للقضية الفلسطينية التي تعكس المؤشرات أنه سيكون ممثلها الوحيد خلال القمة العربية – الخليجية التي ستعقد في جدة في السادس عشر من يوليو المقبل.
وترى أوساط سياسية عربية أن استخدام العاهل الأردني لورقة القضية الفلسطينية لن يعود بأيّ نفع أو نتيجة لا على الأردن ولا على الفلسطينيين، لأنه بات من الواضح أن الملف قد تم تجاوزه وأن الاهتمام الآن منصب على ترتيبات أمنية في المنطقة تشمل إسرائيل.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن عدم دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القمة يؤكد أن القضية لن تحظى بأيّ اهتمام.
وتوقعت الأوساط أن تناقش القضية الفلسطينية ليس كقضية مستقلة ولكن من حيث ما تنطوي عليه من تداخلات مع ملفات أخرى، من قبيل مقترح تشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي على غرار الحلف الأطلسي، وقضايا تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واستقبل العاهل الأردني في عمان الأحد محمود عباس وأكد له أن “الأردن في اتصال مستمر مع الجانب الأميركي، ويعمل على أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة في الشهر المقبل”.
عدم دعوة الرئيس محمود عباس إلى القمة العربية – الأميركية يؤكد أن القضية الفلسطينية لن تحظى بأي اهتمام
وكان الملك عبدالله الثاني قدم مقترحا لتوفير ضمانات دفاعية مشتركة ضد تهديدات الجماعات الإرهابية والميليشيات التابعة لإيران، فضلا عن التهديدات التي تشكلها إيران.
ومع معرفة الجميع برغبة الولايات المتحدة في أن تكون إسرائيل شريكا في هذا الحلف، فإن العاهل الأردني وضع شرطا ضمنيا للقبول بدور لإسرائيل في الحلف، هو إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
ومن المرجح أن يلتقي الرئيس عباس بالرئيس الأميركي لدى زيارته إلى إسرائيل، في موازاة لقاء بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، إلا أن مراقبين يرون أن هذه اللقاءات لن تؤسس لمقاربات أميركية جديدة بشأن الملف الفلسطيني.
ويقول هؤلاء المراقبون إن الإدارة الأميركية لم تعد تحمل الرئيس عباس على محمل الجد كلاعب مهم في أزمات المنطقة، وإنما فقط بوصفه لاعبا محليا.
ويريد العاهل الأردني أن يستغل مبادراته في إطار هذه القضايا لكي يلعب دورا يدفع في الاتجاه نحو العودة إلى إحياء حل الدولتين.
وكان العاهل الأردني قد أكد خلال لقائه الرئيس عباس على “موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والداعم للأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة”.
وبحسب البيان الرسمي الأردني الذي صدر عن اللقاء، فقد قال الملك عبدالله إن “الأردن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته دائما وأبدا، ولا شيء أهم من القضية الفلسطينية بالنسبة إلى المملكة الأردنية”.
وشدد على أن “السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأعاد العاهل الأردني التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف/المسجد الأقصى، لافتا إلى أن “الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ورعايتها، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات”.
وأشار إلى أن “الأردن سيدعم بكل طاقته حقوق الأشقاء الفلسطينيين ويؤكد مركزية القضية الفلسطينية، خلال مشاركته في القمة المشتركة بمدينة جدة”.
وبحسب المراقبين فإن هذه تعد إشارات واضحة إلى أن الأردن عاد إلى تحريك القضية الفلسطينية بعد سنوات طويلة من فشل السلطة الفلسطينية في إدارة شؤون النزاع مع إسرائيل، وفشلها في إدارة شؤون علاقاتها مع الدول العربية أيضا، ما أدى إلى عزلة وتهميش متزايدين، يدفع ثمنهما الشعب الفلسطيني.
ومن المعروف أن للأردن أسبابه الخاصة لمعالجة القضية الفلسطينية، بالنظر إلى التداخل الديمغرافي بين الشعبين الفلسطيني والأردني، لكن ليس ذلك ما يحرك الأردن وإنما إدراكه المتزايد لتلاشي أهميته ودوره في هذه القضية بعد أن اختار عدد من الدول العربية التطبيع مع إسرائيل.
ومن المنتظر أن يزور بايدن المنطقة منتصف يوليو المقبل، بعد جولة حملته في جزئها الأول إلى ألمانيا حيث عقدت اجتماعات قمة الدول الصناعية السبع، وتاليا إلى إسبانيا حيث تعقد قمة قادة الحلف الأطلسي، وبعدها إلى إسرائيل، قبل الانتقال إلى جدة حيث سيجتمع بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أن تلتئم القمة الموسعة الأميركية – العربية.
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 19, 2024
نوفمبر 18, 2024