يحق لك جنوبي أن يحتفل ويعتز ويفخر بهذا اليوم العظيم، والذكرى الخالدة ،وأن يجدد الاحتفاء بها كل عام لتخلد ذكراها في ذهن كل جنوبي .
فما صنعه شعبنا الجنوبي في مثل هذا اليوم ليس بالهين ولا بالأمر العابر، فهو يوم الاستقلال يوم جلاء آخر جندي لأعتى أمبراطوريات العالم أنذاك “الأمبراطورية البريطانية” وبهذا اليوم صنع شعبنا الجنوبي يوما من الدهر ،كلا: لم تنسجه أشعه الشمس بل كانت للجباه السمر الفضل بعد الله -تعالى- في إشراقة شمسه التي نتغنى بها عاما بعد عام .
فبرغم الجراحات ورغم ما نعيشه ومهما كانت المعطيات معقدة ومهما حاول الناقصون من أعداء شعبنا الجنوبي أن ينتقصوا من مكاسبنا ومقدراتنا الوطنية ويشغلونا بحروبهم المتشعبة أبدا لن ينالوا مبتغاهم فأعيادنا الوطنية قرع لجرس يتجدد من كل عام ليجدد فينا مكامن الفخر والعزة والأمجاد ويشعل فينا شعلة الحرية، الحرية التي ومنذ الوجود جعلها شعبنا الجنوبي نصب عينيه ولأجلها قدم التضحيات الجمة وروى الأرض بدماء شبابه الزكية ليتوسم وسام الانعتاق وسام البطولات وسام الحرية البيضاء ويدوس على البغاة المستعمرين .
تتجدد الذكرى ال57 من نوفمبر العظيم لدى شعبنا الجنوبي حاملة معها إرثا وطنيا مجيدا من البطولات والانتصارات التي دأب عليها شعبنا في الجنوب وشغف بها لتصير من أولى أولياته ومنار طريق عبر الزمن للتخلص من كل معتد متغطرس من كل دخيل خائن من كل مستعمر ظالم ،
يتجدد أكتوبر لنبادله الوفاء بأنا على العهد ماضون بنفس الأصرار بنفس الإرادة بنفس العزيمة خلف مجلسنا الانتقالي الجنوبي وخلف قيادته البطلة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي حتى نيل الاستقلال التام وصنع شمس الحرية للجنوب من المحتل الشمالي البغيض .
يتجدد أكتوبر ليذكّرنا بأمجاد عظيمة راسما خارطة طريق نحو الحرية اختطها الأجداد ولا زال يسير على نورها الأبناء فشعب كشعب الجنوب لا يعرف الانهزام ولا يرضى بالانكسار لنا في صفحات التاريخ وقفات شرف وعز لن تطمس ولن تندثر ما دام يجددهما فينا من كل عام أكتوبر المجد ونوفمبر الخالد .
يتجدد نوفمبر ليزرع في كل طفل جنوبي معاني الوفاء معاني الارتقاء معاني السمو معاني المجد ، معنى أن يكون للإنسان مآثر بطولية ووطنية ونشوة أعياد وطنية لا يحق له أن يتناساها أو يمر من أمامها مرور الكرام .
تحية إجبار وإجلال لكل أبناء شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج ولقيادتنا الجنوبية السياسية وللرئيس القائد أبو القاسم بهذا اليوم العظيم 30 نوفمبر ،تحية لأبطال قواتنا الجنوبية الأشاوس في جبهات العز والشرف تحية لكل جنوبي يحافظ ويضحي لأجل نماء وازدهار وطننا الجنوب ولأجل حفظ أمنه واستقراره والذود عنه.