تواجه المحافظات الجنوبية المحررة أزمة كهرباء متفاقمة أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين ، حيث تشهد الخدمة تذبذبًا كبيرًا، يتخلله انقطاعات متكررة تمتد لساعات طويلة ، يؤثر هذا الوضع سلبًا على السكان الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة، خاصةً في فصل الصيف ، حيث وتستمر الشكاوى من سوء خدمة الكهرباء، مما يزيد من حالة الإحباط والاستياء العام.
العديد من المواطنين عبّروا عن سخطهم من الوضع الحالي، حيث أصبحت الكهرباء عائقًا أمام ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي ، وتضرر العديد من المؤسسات التجارية والخدمية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة.
– الأسباب :
يرى خبراء أن هناك عدة عوامل أدت إلى تردي خدمة الكهرباء في المحافظات الجنوبية، منها تدهور البنية التحتية للكهرباء ، و المنشآت الأساسية التي تعتمد عليها الشبكة الكهربائية قديمة وغير قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة ، و يعاني القطاع من إهمال كبير في الصيانة، ما يجعل الشبكة عرضة للأعطال المستمرة.
إلى جانب ذلك، تعاني شركات الكهرباء من نقص التمويل الكافي لتحديث المعدات أو بناء محطات جديدة ، تلك التحديات المالية جعلت من الصعب عليها تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية.
كما يلعب عدم استقرار الأوضاع الأمنية دورًا في تفاقم مشكلة الكهرباء، حيث تتعرض المنشآت الحيوية أحيانًا للتخريب أو التعديات ، هذه الاعتداءات تؤدي إلى أضرار بالغة بالبنية التحتية وتفاقم معاناة المواطنين، الذين يتحملون تبعات مثل هذه الحوادث.
هناك أيضًا نقص حاد في الوقود المخصص لتشغيل محطات الكهرباء، بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها البلاد ، يؤدي هذا النقص إلى تقليص ساعات التشغيل بشكل كبير، مما يفاقم من معاناة المواطنين ويدفعهم إلى الاعتماد على حلول بديلة.
– تأثيرات الأزمة :
المواطنون في المحافظات الجنوبية يعانون من تدهور مستوى المعيشة بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء ، ويُعد ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف أحد أبرز التحديات، إذ يعتمد السكان على الكهرباء لتشغيل أجهزة التبريد والتكييف.
تدهور الكهرباء أثر أيضًا على التعليم، حيث يعاني الطلاب من صعوبة الدراسة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، ما يعيق استمرارية العملية التعليمية ، المدارس التي تعتمد على الكهرباء في الإنارة أو استخدام الأجهزة التعليمية باتت تواجه تحديات كبيرة، مما يؤثر على جودة التعليم.
أما قطاع الصحة، فقد تضرر بشكل ملحوظ بسبب انقطاع الكهرباء ، المستشفيات بحاجة إلى الكهرباء لتشغيل المعدات الطبية، وعدم استقرار الكهرباء قد يهدد حياة المرضى ، البعض يلجأ إلى استخدام مولدات خاصة، ولكن ذلك يزيد من التكلفة ويثقل كاهل القطاع الصحي.
التجارة تأثرت أيضًا، حيث يتعذر على العديد من المحال التجارية الحفاظ على منتجاتهم من التلف بسبب انقطاع الكهرباء ، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لدى التجار، الذين يعانون من تراجع المبيعات وتزايد النفقات.
– مطالبات وحلول مقترحة :
المواطنون في المحافظات الجنوبية يطالبون الحكومة بتوفير حلول عاجلة لأزمة الكهرباء ، يرون أن تحسين الشبكة وتطوير البنية التحتية الكهربائية ضرورة ملحة، لرفع مستوى الخدمة وتلبية الطلب المتزايد، كما يُطالبون بتوفير الوقود الكافي لتشغيل المحطات بشكل مستمر دون انقطاع.
بعض الحلول المقترحة تتضمن الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية، التي يمكن أن تخفف من العبء على شبكة الكهرباء ، إذ أن اليمن يمتلك إمكانيات كبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية بسبب موقعه الجغرافي ، هذا الحل سيساعد على توفير طاقة مستدامة ويقلل من الاعتماد على الوقود.
كما يُقترح إنشاء شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير القطاع الكهربائي، حيث يمكن لهذه الشراكات أن توفر التمويل اللازم للتحديثات التقنية والبنية التحتية ، هذا التعاون سيسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق استقرار أكبر في تزويد الكهرباء.
التوعية بأهمية الحفاظ على الطاقة يمكن أن تكون جزءًا من الحلول المطروحة، حيث يمكن تثقيف المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء للتقليل من الأحمال الزائدة على الشبكة.