بقلم: رابعة السقاف – مديرة دائرة المرأة والطفل في المجلس الانتقالي الجنوبي – محافظة لحج
لقد أظهرت المرأة الجنوبية عبر التاريخ إيمانها العميق بعدالة قضية الجنوب وحقها في استعادة هويتها المستقلة، ووقفت بشموخٍ وثباتٍ في وجه كل التحديات، لتؤكد للجميع أنها الركيزة الأساسية في مسيرة استعادة الدولة الجنوبية. اليوم، ترفض المرأة الجنوبية بشدة التكتلات الحزبية التي تحاول طمس هويتها أو تشتيت مسار قضيتها العادلة، بل إنها تقف صفاً واحداً مع كل من يسعى صادقاً لإحياء الهوية الجنوبية التي توارثناها من آبائنا وأجدادنا، لأنها أكبر من أي حزب وأعظم من أي تكتل.
لقد أثبتت المرأة الجنوبية بوعيها ووطنيتها أنها قادرة على التمييز بين من يريد مصلحة الجنوب وبين من يسعى لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية على حساب قضية شعب كامل. تجاوزت المرأة الجنوبية مرحلة الخضوع والصمت، وأصبحت صوتاً صادحاً بالحق، تطالب بشجاعة بالعودة إلى دولة الجنوب الحر. وتدرك جيداً أن لا مكان لأي تكتل حزبي في مستقبل الجنوب، فالجنوب قضية شعب بأكمله، وليست قضية جماعة أو حزب.
ورغم كل المحاولات لاحتوائها أو استغلالها، بقيت المرأة الجنوبية ثابتة كالجبل، صامدة على عهدها، تواصل نضالها في كل الميادين؛ في التعليم، الصحة، المجتمع، وحتى في الميدان العسكري، حيث نرى الكثيرات يقدمن أغلى ما لديهن فداءً للوطن.
المرأة الجنوبية اليوم هي صوت الحق الصادح وصورة النضال الأصيل، تقول للجميع بصوت عالٍ: لا مساومة على هوية الجنوب، ولا تنازل عن حقه في استعادة دولته المستقلة.