يخطو المدنيون في محافظة الحديدة، غرب اليمن، وأرواحهم على أكفهم، فقد يضع المرء قدما ويدفع حياته ثمنا لرفعها، من على لغم زرعه الحوثيون.
وقُتلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، امرأة وأصيب طفل جراء انفجار ألغام زرعتها مليشيات الحوثي في الحديدة، حسب ما ذكرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “أونمها”، في بيان طالعته “العين الإخبارية”.
وأشارت البعثة إلى أن الحادثين وقعا في مديريتي بيت الفقيه وحيس جنوبي الحديدة، موضحة أن محافظة الحديدة تعد من أكثر المحافظات تضررا بالألغام الحوثية، والمواجهات المسلحة في جنوب المحافظة، التي صعدتها المليشيات خلال الفترة الأخيرة.
وتأتي حوادث انفجار الألغام في ظل تصعيد حوثي جديد في عدّة جبهات خاصة في الساحل الغربي، ما يضرب فرص إحلال السلام في اليمن.
ونفذت المليشيات في الأيام الماضية مناورات عسكرية، ومحاولات تسلل وقصف مواقع المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
إحصاءات صادمة
وخلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين، قتل 5 مدنيين، وأصيب 4 آخرون إثر انفجار ألغام زرعها الحوثيون في عدة مناطق، علما بأن الحديدة احتلت المرتبة الأولى في وقوع تلك الحوادث.
وبحسب التقرير الثاني عشر للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان اليمنية، الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن اللجنة وثقت وقوع 128 حالة انفجار، أسفرت عن مقتل 52 مدنيا، بينهم امرأتان، و12 طفلاً، وإصابة 86 آخرين، بينهم 10 نساء و10 أطفال، خلال الفترة من أغسطس/آب 2023 وحتى يوليو/تموز 2024.
وينفرد الحوثيون بزراعة الألغام المضادة للأفراد في اليمن، إذ زرعت المليشيات مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، في الأحياء السكنية، والطرقات العامة في مختلف المناطق والمدن اليمنية، تسببت بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال، وفقا لتقارير حقوقية.