دعت الحكومة اليمنية ، الجمعة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف حازم وفوري لمواجهة التحالف القائم بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية في البلاد، بما يضمن السلام والأمان للشعب اليمني والمنطقة والعالم بأسره.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الإرياني، إن المعلومات التي كشف عنها فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة في اليمن، في التقرير المقدم إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، عن العلاقة بين الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش، تؤكد ما حذرت الحكومة من مخاطره على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، في وقت سابق.
وأكد الإرياني في تدوينة على منصة “إكس” أن التحالف الذي “تدعمه طهران، يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة، تتمثل في إضعاف الدولة اليمنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتوسيع نطاق الفوضى، ما يهدد دول الجوار ويشكل خطرا على التجارة الدولية وخطوط الملاحة البحرية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”.
وشدد على أهمية الشروع الفوري في تصنيف الحوثيين “كميليشيا إرهابية عالمية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، ودعم الحكومة اليمنية في جهودها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية ومكافحة الأنشطة الإرهابية”.
تقرير أممي
ويشير خبراء الأمم المتحدة في اليمن، في تقريرهم المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، الذي حصلت “إرم نيوز”، على نسخة منه، إلى علاقة ميليشيا الحوثي، بتنظيمي “القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب” الصومالية.
وأعرب الخبراء عن قلقهم من عودة محتملة لتنظيم “القاعدة” إلى الظهور بدعم من الحوثيين الذين تحالفوا مع التنظيم في المجالين الأمني والاستخباراتي، “وتوفير الجماعتين ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضا، وبتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود، لاستهداف القوات التابعة للحكومة، بعد اتفاق الطرفين على عدم استهداف بعضهما ووقف الأعمال العدائية بينهما وتبادل الأسرى”.
وقال التقرير إن القاعدة والحوثيين بدآ بالتنسيق مباشرة منذ بداية العام 2024، بعد الاتفاق على تزويد الحوثيين لعناصر تنظيم القاعدة بأربع طائرات مسيرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة، وتوفير التدريب.
وقد استخدم التنظيم الطائرات المسيرة والأجهزة المتفجرة في هجماته ضد القوات الحكومية في أبين وشبوة.
وبين أن الطرفين ناقشا إمكانية تقديم القاعدة الدعم في الهجمات التي يشنها الحوثيون على أهداف بحرية، مؤكدا أن استخدام التنظيم للطائرات المسيرة ذات المدى الأطول “هو أمر مثير للقلق”.
وفيما يتعلق بعلاقة الحوثيين بحركة الشباب المجاهدين الصومالية، نقل التقرير عن مصادر سرية، أن ميليشيا الحوثي تقيّم الخيارات المتاحة لتنفيذ هجمات بحرية من الساحل الصومالي، من أجل توسيع نطاق هجماتهم.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تؤكد أن تزايد أنشطة تهريب السلاح بين الحوثيين وحركة الشباب، يتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والخفيفة، إضافة إلى امتلاكهما أسلحة من ذات الطرازات وبأرقام تسلسلية من نفس الدفعات، ما يكشف عن وجود مورد مشترك بين الطرفين.
وكان المتحدث باسم القوات الجنوبية المسلحة، الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، المقدم محمد النقيب، قد حذر في حوار سابق مع “إرم نيوز”، من تهديدات خطيرة تطال المجتمعين الإقليمي والدولي ومصالحهما، في ظل تطور العلاقة بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة إلى تحالف استراتيجي.