على خلفية تصاعد القمع والتنكيل وحوادث القتل بحق المدنيين اليمنيين في المناطق الخاضعة للجماعة الحوثية، شهدت مناطق سيطرة الجماعة سلسلة مظاهرات واعتصامات احتجاجية؛ رفضاً للسلوك الحوثي الذي قاد إلى انتشار الفوضى وارتفاع معدلات الجريمة بمختلف أشكالها.
شملت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ضد الجماعة وأجهزتها الأمنية محافظات ذمار وصنعاء وإب، حيث طالب المحتجون بوضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها السكان، ويقابلها تقاعس الجماعة عن القيام بأبسط واجباتها.
تمثلت آخر مظاهر التنديد في تنظيم قبائل وصاب العالي، التابعة لمحافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وقفة احتجاجية على خلفية مقتل عبد العزيز مطيع، مواطن يمني، برصاص مسلحين ينتمون للجماعة.
طالب المحتجون في بيان صادر عنهم، أجهزة أمن الجماعة الحوثية بذمار بعدم التقاعس، متهمين إياهم بالتستر عن الجُناة وتهريبهم إلى خارج المحافظة حتى لا يتم القبض عليهم ومحاسبتهم.
وأمهل وجهاء مديرية وصاب، الانقلابيين الحوثيين 3 أيام للقبض على القتلة، متوعدين بتصعيد الاحتجاجات حال استمرار التجاهل واللامبالاة. وحذروا في بيانهم من مغبة التلاعب بالقضية أو استمرار التستر على المجرمين.
الضحية قُتِل مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في مدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب (نحو 200 كيلومتر جنوب صنعاء) على أيدي مسلحين حوثيين ولا يزال الجُناة حتى اللحظة فارين من وجه العدالة.
احتجاج إب
سبق احتجاج قبائل وصاب، تنظيم وجهاء من محافظة إب وقفة احتجاجية، رافقها اعتصام مفتوح في ميدان السبعين في العاصمة المختطفة صنعاء؛ للمطالبة بمحاسبة المتورطين بجريمة في سجن المباحث الجنائية التابع للجماعة في صنعاء؛ حيث قُتِل خالد الإدريسي، وهو يمني يعمل بمتجر مفروشات.
استنكر وجهاء المحافظة جريمة التعذيب النفسي والجسدي والحرمان من الرعاية الطبية التي ارتكبها عناصر حوثيون، وأدت إلى مقتل الإدريسي، وتوعدوا بتصعيد مظاهراتهم حال عدم الكشف عن المتورطين بتلك الجريمة ومحاسبتهم.
كما نظم وجهاء المحافظة نفسها مظاهرة أمام مكتب النائب العام الحوثي في صنعاء؛ لإرغام الجماعة على الكشف عن عناصرها المتورطين بالجريمة، كما رفع المحتجون لافتات تدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة لمعرفة وتحديد الجهات التي تقف وراء سجن وتقييد حرية المجني عليه.
وسبق لمصادر حقوقية أن كشفت، في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن وفاة الإدريسي بعد 4 أشهر من اختطافه.
وتحدثت مصادر محلية عن تعذيب نفسي وجسدي طال الإدريسي، وإهمال طبي تعرض له خلال فترة الاحتجاز، وربطت ذلك بمقتله.
وقفة في ريف صنعاء
نظم العشرات من أعيان وأبناء قبيلة أرحب بمحافظة ريف صنعاء وقفة احتجاجية بقرية «عومرة» في عزلة شعب بمديرية أرحب (شمال صنعاء)، على خلفية مقتل أحد أبنائهم، واسمه زبير محمد الحنق، برصاص مسلحين ورفض أجهزة الأمن الحوثية القيام بواجبها بملاحقة الجُناة واعتقالهم.
وطالب بيان صادر عن أسرة المجني عليه جميع قبائل محافظة صنعاء للتكاتف والتضامن معهم، داعياً كل من يحمل السلاح في أرحب للانضمام للمظاهرة للضغط على الجماعة الحوثية وإجبارها على الاستجابة لمطالبهم.
وطبقاً لمصادر محلية، قُتل المواطن زبير الحنق إثر هجوم مسلح نفذه مسلحان ملثمان كانا يستقلان دراجة نارية، حيث أطلقا عليه النار أثناء وجوده في محل تجاري بإحدى قرى أرحب ثم لاذا بالفرار إلى جهة غير معلومة.
جاءت الحادثة في ظل استمرار تصاعد الفوضى وجرائم القتل والإصابة والنهب والتنكيل التي يتعرض لها المئات من أبناء مديرية أرحب، وغيرها من المناطق الأخرى، ويقف خلف ارتكاب أغلبها عصابات مسلحة على ارتباط بقيادات حوثية.