أعلنت إدارة مستشفى ابن خلدون في محافظة لحج عن عدم قدرتها على استقبال جثث المتوفيين، وهو خبر يحمل في طياته أبعادًا إنسانية مؤلمة. هذا الإعلان يعكس واقعًا مأساويًا يتجاوز الأرقام، حيث تكتوي الأسر بفقدان أحبائها دون أن تجد مكانًا يليق بذكراهم.
إن مشهد العائلات المكلومة، وهي تبحث عن مكان لتوديع موتاها، يثير تساؤلات مؤلمة حول دور المحافظ والجهات المسؤولة. أين هي الجهود اللازمة لضمان توفير الرعاية الصحية الأساسية والمرافق اللازمة؟ كيف يمكن للمسؤولين أن يتجاهلوا هذه الأزمة بينما يتزايد عدد المتوفين، ويتعاظم ألم الفقد في قلوب الناس؟
يجب أن يُعتبر المستشفى ملاذًا آمنًا في الأوقات الصعبة، لكن العجز عن استيعاب الجثث يُظهر ضعف البنية التحتية الصحية. هذا الوضع يضاعف من معاناة الأسر، ويزيد من شعورهم بالخيبة والإهمال. إن دور المحافظ هو التحرك الفوري لضمان توفير الاحتياجات الأساسية، وليس الاكتفاء بالمراقبة السلبية للأحداث.
إن غياب الحلول الجذرية في مثل هذه الظروف يتطلب وقفة جادة من الجهات المعنية. ينبغي عليهم العمل على تأمين الموارد اللازمة، سواء من خلال تحسين الميزانيات أو دعم المستشفيات بالمواد والمعدات الضرورية. إن الأوضاع الإنسانية تستدعي تحركًا عاجلًا، يتجاوز الكلام إلى أفعال ملموسة.
في النهاية، يبقى الأمل معلقًا في قلوب الناس، في أن تُعيد الجهات المسؤولة النظر في أولوياتها، وأن تُسهم في تخفيف معاناة المواطنين. فلكل إنسان الحق في الكرامة حتى بعد وفاته، والواجب الآن هو أن نتكاتف جميعًا لدعم من يعانون، وأن نتذكر أن الإنسانية تتطلب منا جميعًا أن نكون أكثر مسؤولية وتعاطفًا.