في زحمة الحياة اليومية، يظل مستشفى ابن خلدون معلمًا بارزًا، لكنه يتحول إلى رمز للفشل والإهمال. يُفترض أن يكون هذا المستشفى ملاذًا للمرضى، لكن الواقع أليم، حيث لا يوجد فيه أي ممرض أو كادر طبي. كيف يمكن أن تُترك الأرواح العزيزة في مواجهة المرض دون من يسهر على راحتها؟
تتزايد الأوجاع والآهات في أروقة المستشفى، وتختلط أصوات الأمل باليأس. المرضى يتوافدون بحثًا عن الرعاية، لكنهم يُصدمون بواقع مُرّ: فراغٌ مخيف، لا طبيب يستقبل، ولا ممرض يساعد. أين دور المحافظ، الذي يُفترض به أن يضمن صحة المواطنين؟ وأين مدير المستشفى، الذي يتوجب عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأرواح؟
يستمر غياب الكادر الطبي في ترك أثره على حياة الناس. تتزايد حالات الطوارئ، وتبقى الأرواح معلقة بين الحاجة إلى الرعاية والعجز عن الحصول عليها. يُدرك الجميع أن هنالك خطأ فادح، لكن لا أحد يتحدث، وكأن الصمت بات اللغة الرسمية.
تتعالى صيحات الاستغاثة من الأمهات والآباء، لكن يُقابلها صمت مُريب. كيف يُمكن لمستشفى يحمل اسم عالم جليل أن يُصبح رمزًا للقصور والإهمال؟ يتوجب على الجهات المسؤولة أن تعيد النظر في أولوياتها، وأن تدرك أن لكل مريض قصة تستحق أن تُروى.
الأمل يُخنق، والمستقبل يبدو قاتمًا. ما نحتاجه هو تحرك فوري وجاد من المسؤولين، للعودة بالمستشفى إلى دوره المنشود كمنارة أمل، قبل أن تُطوى صفحته ويُنسى في زحام الحياة.