على وقع النداءات الدولية والمساعي الأميركية الفرنسية من أجل خفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل، وإرساء هدنة مؤقتة تمتد 21 يوما بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، اعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى أنّ النداء المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة ودول عديدة أخرى لوقف فوري مؤقت لإطلاق النار في لبنان يمثّل “اختراقا مهما”.
وقال المسؤول لصحافيين تعليقا على البيان اليوم الخميس إنّ واشنطن تأمل في أن يؤدّي هذا النداء أيضا إلى “تحفيز” الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إحراز تقدم مهم خلال الساعات القليلة الماضية بشأن الهدنة.
كما أكد أن الجهود ستستمر في الساعات القادمة.
بنود تتعلق بغزة من جهته، أوضح مسؤول إسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية أن أي اتفاق مع حزب الله سيشمل بعض البنود المتعلقة بغزة
ولفت إلى أن تفاصيل المقترح الأميركي-الفرنسي قدمت لإسرائيل وحزب الله، على أن يسلما ردهما قريبا.
تأتي تلك المساعي بعدما شهدت العديد من المناطق اللبنانية منذ مطلع الأسبوع غارات إسرائيلية عنيفة، تعدت نطاق الجنوب اللبناني لتصل إلى قضاء كسروان وجبيل شمال البلاد.
فيما ارتفع عدد القتلى اللبنانيين أمس فقط إلى 72، بينما سجلت 100 إصابة في صفوف المدنيين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
هذا وبلغ عدد النازحين من الجنوب ما يقارب الـ 500 ألف منذ الثامن من أكتوبر الماضي، أي بعد يوم من تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حسب ما أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب قبل أيام قليلة.
في حين شدد حزب الله المدعوم إيرانياً على أن أي خفض للتصعيد يرتبط بوقف إطلاق النار في غزة، رابطاً مصير لبنان بالقطاع الفلسطيني.
“لا يستطيع وحده مواجهة إسرائيل” أما إيران فأطلقت أكثر من مرة تصريحات على لسان مسؤوليها أكدت فيها أنها لا تسعى لتوسيع الحرب، داعية الدول الغربية لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ولافتة عبر رئيسها مسعود بزشكيان أمس الأربعاء أن حزب الله (الذي يعد أقوى الفصائل المدعومة من قبلها في المنطقة) لا يستطيع وحده مواجهة إسرائيل التي تدعمها الدول الغربية.
ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان في الأيام المقبلة بعدما عملت باريس مع الأطراف المعنية في تحديد المعايير لحل دبلوماسي للأزمة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تبنته الأمم المتحدة في أعقاب الحرب التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، والذي بموجبه جرى توسيع نطاق تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ما سمح لها بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء أجزاء من الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء ما هو تابع للدولة اللبنانية. وقد أثار هذا القرار في حينه خلافا بين الحكومة وحزب الله، الذي يسيطر فعليا على الجنوب اللبناني على الرغم من وجود الجيش.