الإثنين , 3 فبراير 2025
هكذا تعودنا في درب الحياة أن الجمال عمره قصير وفروع الأشجار الباسقة كالعادة تُحلق بعيداً نحو الآفاق شامخةً لا تنظر إلا الى السماء حيث الجمال وموطنه المفضل حيث النجوم والكواكب وموطن الشمس والأقمار
تعودنا أن نعيش جمال الحياة برفقة أهل النُبل وصانعوه لكننا نتوجس قدم تلك اللحظة التي سنجد فيها اولئك الرائعون يغادرونا في غمرة العيش دون مقدمات ولا عناوين ليتركوا الدنيا بتشعباتها بآلامها وآمالها وأمواجها العاتية ليرتاحوا بأجسادهم الطاهرة وقلوبهم النقية بعد أن تركوا بصمتهم في هذه الدنيا الفانية
بالأمس واليوم وغداً سكن الحزن وخيم البؤس الموحش على جبين الأرض التي وطأت أقدام رجل نادرً في الجمال والطيب والتسامح وبرائة الأفكار
كان كالعصفور لانسمع منه إلا ترانيم الجمال في كل صباح يحرث الأرض نشاطاً ويملى الدنيا بألوان الجمال
رحل الأب والأخ والأستاذ والمربي الفاضل في أوج العطاء وزهو المرحلة
رحل من أحببه الكل وبكت لفراقه الأرض والأشجار
رحل الصديق الصدوق فغادرت معه أشياء كثيرة سيعلم الكل حينها حجم الفراغ الذي تركه ذلك الرحيل
تلك الحشود التي رأيتها فوق ثرى الأرض التي أحتظنت جسد المعلم ووجوهها مكسوةً بالحسرة والألم على سقوط كوكب من الكواكب المشعة التي كانت تنير الدروب كانت الدليل على حب الجميع له ولخصاله وبصماته
رأيت الشباب والشيوخ والأطفال هناك
رأيتهم يكابدون الحزن غير مستوعبين الحدث الذي حدث،
تركناه هناك والقلوب مفطورة و مجروحة الخواطر والأحاسيس،
عاد الجميع الى ديارهم وبقي ذلك الجسد النقي خالداً تحت ثرى هذه الأرض التي لم ترى منه إلا الجمال بكل صفحاته.
ودعناه وكلنا دراية بإن الواقع من بعد رحيله ليس كما قبله فكثير من العناوين الجميلة ستسقط وثغرات لا حصر لها سيكون من الصعب تغطيتها
حقاً لقد مثل رحيل الأستاذ والمربي الفاضل والكابتن أبا أنس ويوسف ضربة قاسمة وخسارة فادحة للوسط الرياضي والمجتمعي والتربوي يقر بها الجميع
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجل قبره روضة من رياض الجنة
وإنا لله وإنا اليه راجعون
بقلم / كريم ثابت جابر
أمين عام نادي حبيل الجبر الرياضي والثقافي
فبراير 3, 2025
فبراير 3, 2025
فبراير 2, 2025
فبراير 2, 2025