كسر لغة الاستعلاء ومرض التسلط ، وعقلية التملك لثروات الجنوب لأكثر من 25 عام ، ورهانات الابتزاز والتلاعب بما قدمه شعب الجنوب من تضحيات ، وخلط الأوراق بافتعال الأزمات لن تكون إلا على أيدي الكيان السياسي الجنوبي الجامع الممثل للجنوب من أقصاه إلى أقصاه المسنود بقواته المسلحة الجنوبية التي كسرت خشوم العدو في جبهات القتال .
شعب الجنوب دفع فاتورة كبيرة جدا منذ دخوله في النفق المظلم عام 90 م وحلول كارثة الاحتلال للجنوب عام 94 م ، وهو الواقع الذي عكس بظلاله على ابناء العاصمة عدن ، ولحج ، وأبين ، والضالع ، وحضرموت ، وشبوة ، والمهرة ، وسقطرى ، الذين جمعتهم معاناة نتائج واثار كارثة النفق المظلم ، والشعور بالغربة والعيش كمواطن في وطنهم الجريح الدرجة الخامسة ، نتيجة سياسات التدمير والنهب والعبث والاستقواء والعنجهية التي ألقت بظلالها على مساحة أرض الوطن ، ناهيك عن مالت إليه الأوضاع في عقر دار الغزاة ، وتسليم عاصمة جمهوريتهم للنفوذ الإيراني ، وتكرار تلك المليشيات نفس أسلوب سياسات الحقد ، والغطرسة لسابقيهم من غزاة العام 94 م بغزوها للجنوب مرة أخرى ، ما يؤكد توحد الاعداء من حيث الهدف ، والتعامل مع الجنوب كفرع من الاصل ، وخلف فرض الواقع المعاش الذي يشهده الجنوب اليوم .
لقد آن الأوان ، وحانت الفرصة ، وهي الأخيرة لأن يجتمع الجنوبيين على مائدة المصلحة الوطنية العليا ، والحفاظ على ما تحقق من مكاسب ، والدفاع عن مصدر عزتهم ، وقوتهم ، وكرامتهم ، وكرامة مستقبل الأجيال القادمة المرهونة بالدفاع عن ما تحقق ، ممثلة بكيانهم السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي ، وأخذ العظة ، والعبرة من المراحل السابقة للوقوف مع رجال التحرير القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها عصى شعب الجنوب ، والمساندة لتحقيق المشروع الوطني الذي يحمله المجلس الانتقالي برئاسة القائد الشجاع الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي ، والحفاظ عليها ، والدفاع عنها أمام حملة التحريض ، والاشاعات المعادية للعدو المستهدفة لها ، وفي الظروف الصعبة تكون عملية الفرز واضحة لمحبي مصلحة وطنهم ومشروعه الوطني .